اعتبر الموفد الخاص للامم المتحدة الى ليبيا عبد الاله الخطيب في ختام لقاء مع مندوبي الطرفين الليبيين في الايام الاخيرة، ان الانقسام بينهما ما زال "عميقا" و"بعيدين عن التوصل الى اتفاق على حل سياسي". وقال الخطيب في بيان للامم المتحدة "يبدو واضحا بناء على المحادثات في طرابلس وبنغازي ... ان الطرفين ما زالا بعيدين عن التوصل الى اتفاق على حل سياسي". وقد التقى الدبلوماسي الاممي الاثنين مندوبين عن المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي (شرق) الذي يمثل التمرد، ثم رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي الثلاثاء في طرابلس. واضاف البيان ان "الطرفين كررا مع ذلك التأكيد للخطيب رغبتهما في الاستمرار في التعاون مع الاممالمتحدة للبحث عن حل". وحض الخطيب مرة اخرى خلال زيارته النظام الليبي على "البدء بعملية سياسية تؤدي الى حل سياسي يستجيب للتوقعات المشروعة للشعب الليبي وتطلعاته" كما جاء في البيان. وكان رئيس الوزراء الليبي كرر الثلاثاء بعد اللقاء ان تنحي الزعيم معمر القذافي عن السلطة "موضوع ليس مطروحا". من جانبها افادت صحيفة اندبندانت البريطانية امس أن جهوداً دبلوماسية جديدة تجري حالياً لإنهاء الحرب الأهلية في ليبيا، حيث توجه المبعوث الخاص للأمم المتحدة لاجراء محادثات بعد قبول بريطانيا وفرنسا بأن العقيد معمر القذافي لا يمكن أن يُرغم على مغادرة ليبيا بالقوة العسكرية. وقالت الصحيفة إن تغير موقف لندن وباريس، الأكثر نشاطاً بالتحالف الدولي، هو قبول الحقائق على أرض الواقع، وأن قوات المعارضة فشلت بتحقيق أي تفوق عسكري على كتائب القذافي بعد أكثر من أربعة أشهر على حملة الغارات الجوية التي تشنها مقاتلات منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ونجاة الزعيم الليبي من محاولات تصفيته، وغياب أي مؤشر على ضعفه أو ازاحته بانقلاب على الرغم من انشقاق عدد من كبار القادة العسكريين. واشارت إلى أن الأراضي الخاضعة لسيطرة نظام القذافي في ليبيا زادت بمعدل 20% عما كانت عليه عقب الانتفاضة في 17 شباط - فبراير الماضي. واضافت الصحيفة ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أراد أن يُعلن النصر في ليبيا بالكلمة التي ألقاها في يوم الباستيل في 14 تموز- يوليو الجاري، لكن وزيري الدفاع والخارجية الفرنسيين اعلنا لاحقاً أن باريس ترغب بالتوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض في ليبيا. وقالت إن بريطانيا، التي فاجأها تغير الموقف الفرنسي، حاولت الحفاظ على خط متشدد حيال الزعيم الليبي لكنها غيرت موقفها بالساعات الثماني والأربعين الماضية، واعلن مكتب رئاسة الحكومة (داوننغ ستريت) ومن ثم وزير الخارجية وليام هيغ أن القذافي يمكن أن يبقى في ليبيا. واضافت الصحيفة أن الكثير من كبار ضباط الجيش البريطاني يتعاملون الآن بحماسة أقل مع المهمة الليبية ويشككون في اتجاهها، ويشتكون بمجالسهم الخاصة من أنها تشتت التركيز على المهمة غير المنجزة في افغانستان. واشارت إلى أن موقف النظام الليبي، والذي كان عرض وقفاً غير مشروط لاطلاق النار الشهر الماضي، صار أكثر صلابة الآن، وطالب بوقف حملة قصف حلف الأطلسي والإفراج عن الأصول الليبية المجمدة من قبل المجتمع الدولي قبل الشروع بأية محادثات.