طالب أكاديميون بضرورة إدراج مواد متخصصة في الأمن الفكري ضمن المناهج التعليمة في السعودية، مشيرين إلى أن ترسيخ الوطنية وتعزيز الأمن الفكري أصبحا من الضروريات اليومية في ظل ما نعيشه حالياً من ممارسات عدد من المنتمين للفئة الضالة. وأكد الأكاديميون ل « الحياة» أن أي مجتمع عندما يتعرض لأزمة أو ضائقة، فإنه يتجه إلى التربية باعتبارها المدخل الأنسب للتصحيح، وإعادة المنحرفين إلى جادة الصواب. وشدد رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية الدكتور أنور عشقي على أهمية إدراج مواد تعليمية تعزز من الأمن الفكري، تدرس ضمن المناهج السعودية، مشيراً إلى أن التربية هي المعنية بتكوين المفاهيم الصحيحة وتعزيزها في أذهان الناشئة. وقال : «على رغم أن التربية المقصودة تتم عبر مؤسسات عدة داخل المجتمع مثل الأسرة والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام، إلا أن المدرسة تبقى أهم المؤسسات المعنية بعملية التربية، على اعتبار أن العملية التربوية فيها تتم بصورة مخططة، كما أن الممارسين لها يتم إعدادهم للقيام بذلك بصفة مهنية متمكنة»، مؤكداً أن المدرسة هي المدخل الأول لتنفيذ جملة من البرامج والمناشط التربوية التي تتجه إلى تحصين عقول الناشئة ووقايتها من الانحرافات الفكرية. وأوضح عشقي أن أي أمة أو مجتمع عندما يتعرض لأزمة فإنه يتجه إلى التربية باعتبارها المدخل الأنسب للتغير والتصحيح، لافتاً إلى أن التربية هي المعنية بتكوين المفاهيم الصحيحة وتعزيزها في أذهان الناشئة، والمسؤولة عن بناء الاتجاهات، وضبطها بها يقوي البناء الاجتماعي ويعزز وحدته. ودعا الدكتور عشقي لوضع خطة إستراتيجية لتحقيق الأمن الفكري تتناول المادة العلمية الصحيحة ووسائل الاتصال المطلوبة، ومهارة الخطاب الأمني الذي يصل إلى المواطن. موضحاً أن هذه الخطة تكون من مسؤولية الوزارات الحكومية وعلى رأسها وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة والإعلام، وأيضاً الرئاسة العامة لرعاية الشباب. ويرى الدكتور عشقي أن الغلو والإرهاب والخروج عن الوسطية هي تحد للجميع، لذلك على كل الوزارات أن تشعر بأن واجبها تحقيق الاعتدال ومحاربة الغلو والإرهاب من خلال برامجها، مشدداً على أن الجميع مشترك بضرورة تحقيق الأمن الفكري في المجتمع. بدوره، أكد رئيس قسم التربية الإسلامية في تعليم جدة أسعد الشهراني «أن حماية الأمن الفكري داخل البيئة المدرسية أصبحت ضرورة ملحة لما نعيشه من أحداث راهنه، تتطلب تكثيفاً للبرامج الداعمة لتحقيق الأمن الفكري الذي من شأنه تحصين الناشئة والمجتمع التعليمي من الانحراف الفكري والسلوكي». وشدد الشهراني على أهمية حماية فكر الناشئة من كل فكر دخيل، وتعزيز الانتماء الوطني لديهم، وتوعيتهم بأخطار الأفكار المغرضة والمضللة التي يروج لها عبر القنوات الفضائية والشبكة العنكبوتية، حتى يتبنوا المفاهيم والمصطلحات الشرعية الصحيحة. لافتاً إلى أن تنمية الحس الأمني لدى الناشئة تؤهلهم لاكتشاف كل فكر منحرف، وتحقق لديهم مهارات وفن الحوار مع الآخر. وقال الشهراني: «وجود الفئة الضالة بيننا، والتي تبث سمومها بين شباب هذا الوطن، يتطلب منا العمل على القضاء عليها، والبدء في زرع الأمن الفكري في أبنائنا الطلاب من الصغر وفي المناهج التعليمية»