شاهدت الجماهير بإمتاع نهائي أبطال أوروبا بين ناديين عريقين تجاوز عمر كل منهما المائة عام، كان الفريقين قويين ولكن ظهرت قوة الأقوى لوجود كوكبة من النجوم العالميين يمكن إجمالهم باختصار في منتخب أسبانيا الذي ظفر بكأس العالم قبل حوالي عام ينقصهم اربعة لاعبين فقط تم تعويضهم بنجوم عالميين من منتخبات كانت مرشحة في المونديال مثل ألفيس، واللاعب المهاري الفذ ميسي مما يزيد الفريق قوة في المستوى الفني الفردي والجماعي لذلك نجد أن برشلونة يلعب بطابع وبصمة واضحة وممتعة تنمّ عن انسجام وتناغم بدرجة عالية, كذلك نشاهد على أرض الملعب أن مجموع المخزون المهاري عند لاعبي برشلونة كان أعلى بكثير، مع أن مانشستر لم يكن خصماً سهلاً وقد أدى ببسالة وحاول جاهداً فَرْض أسلوبه وتحقق له ذلك نسبياً في العشر دقائق الأولى لكن لعل المُشاهد لاحظ المثلثات المتكررة لبرشلونة في أماكن محددة لحل الترابط الجماعي لمانشستر مما حيّد سيادة الشياطين الحمر. وبقراءة المباراة على صعيد آخر نجد أن كل القارات مشارِكة في هذا النهائي العالمي بما فيها قارة آسيا، فكم كان حجم التمثيل العالمي في مباراة لا يمكن أن يشترك فيها إلا الأقوياء ؟ المعدل الأكبر كان لأوروبا بنسبة 67 بالمائة وتكافؤ معنوي افتراضي بين أمريكا اللاتينية وأفريقيا بمعدل 15بالمائة تقريبا لكل منهما، وربع ذلك تقريبا لقارة آسيا بنسبة أقل من4 بالمائة من خلال اللاعب الكوري سونغ وهذه هي أقل نسبة ممكنة غير الصفر . وبعد تلك الأمسية الرياضية الرائعة هل يمكن وهل يحق للرياضي السعودي التفكير في السؤال التالي: متى نشاهد لاعباً سعودياً في نهائي أبطال أوروبا ؟؟ قبل الإجابة عن السؤال لا بد أن نجيب عن سؤال يفترض أن يسبقه وهو: هل من الممكن أن نشاهد لاعباً سعودياً في يشارك في نهائي أبطال أوروبا ؟ فإذا كانت الإجابة "نعم" بعدها نسأل (متى؟) وآمل أن يسمح لي القارئ الكريم بتقديم إجابة رؤية لعلها تحمل شيئا من الصحة والدقة. نعم يمكن أن نشاهد لاعباً سعودياً مشاركاً في نهائي أبطال أوروبا، لكن لن يتم ذلك بالمصادفة أو دون تخطيط وجهد وعمل هدفه بكل بساطة إقناع الأندية الأوروبية العريقة بالتوجّه لطلب خدمات لاعبين سعوديين، ولن تأتى تلك القناعة إلا في حالة واحدة فقط وهي وجود خامات عالية المواصفات قادرة على مواكبة المستوى الفني للاعبي الأندية الأوروبية الكبيرة، لن يخدمنا أي شيء آخر غير بروز اللاعب ذي الموهبة الفائقة بدنياًومهارياً وتكتيكياً ، وفي الواقع أننا كجمهور لا نريد شيئا غير ذلك، متى ما حققنا هذا المطلب , ومتى ما أصبح الدوري السعودي يتواجد به عدد من اللاعبين المحليين ذوي الإمكانات المكافئة أو المقاربة فعلياًعلى سبيل المثال لقدرا (بوسكيتس، فيديتش، بيدرو،هرنانديز وفالنسيا) عندها ستأتيك الأندية الأوروبية وستدفع ما يُطلب منها . هم لا يعملون على أساس المجاملات ولكن على أساس المواصفات , إذا كان لديك لاعبين قادرين على إضافة شيء للأندية الأوروبية فسوف تتلاشى العوائق الوهمية ويحل محلها الاستقطاب والتفاوض والعقود السخية. إذا اتفقنا حول الطرح السابق فإنه يلزمنا البحث عن الحلقة المفقودة لكي نعمل على توصيلها . أعتقد أننا لو عملنا بخطة ذكية على اكتشاف المواهب الفائقة في المملكة وقمنا برعايتها وتأهيلها وتمكينها وتسويقها على أفضل وجه فلعنا سوف نشاهد لاعبا سعوديا في نهائي أبطال أوروبا عام 2015 2017 وقد يكون من ملامح الخطة الحلم القيام بمشروع وطني يعمل وبشكل مركز على الحد من الهدر الحاصل لدينا في (المواهب) وصولاً إلى تطوير قدراتهم بفعالية كبيرة، مشروع من أهم أهدافه أن نتمكن من التوافر على كوكبة من النجوم في وقت واحد للنهوض بمستوى قياسات لعبة كرة القدم إلى درجات أعلى مما هو موجود الآن. أعتقد أننا قادرون على تحقيق النهضة الرياضية بجهود أبناء الوطن في ظل قيادة رياضية مخلصة. الرياضة أضحت بمثابة تجربة لها حضورهاضمن مسيرة الحياة لمعظم الشباب في العصر الحديث، وعليه فإنها جزء من ثقافة الشعوب؛ولذلك فإن العناية بالنواحي الأخلاقية والسلوكية أمر في غاية الأهمية لتحقيق المدلول الشامل لمفهوم رعاية الشباب ولجهة رسم صورة حضارية عن إنسان هذا البلد من خلال اللاعبين السعوديين الذين سوف يحترفون في دول عديدة، وعلى الموعد بإذنه تعالى نشاهد نهائي أبطال أوروبا وفي التشكيلة لاعب سعودي أساسي. *صاحب فكرة المشروع الوطني لصناعة نجوم كرة القدم