ألزمت نفسي في مقالة سابقة بأن لا أثني على الهلال حينما يأخذ بطولة.. خاصة مثل البطولات المحلية التي تعود عليها ولا جديد فيها.. لأنني كما قلت لن آتي بجديد بعد أن ظللت أردد العبارات نفسها في السنة مرتين أو ثلاثا أو أربعا.. الفكرة ثابتة والصياغة هي التي تتبدل. ٭٭ (الهلال بطل الأبطال).. (صديق البطولات).. (النادي الذي يفي مع الأصدقاء ويحترم الخصوم).. (منبع النجوم) (الفريق الذي لا يغضب جمهوره) كلها جمل تتكرر من جميع الكتاب.. أظن الجمهور يحتاج إلى شيء جديد.. ومن يكتب عن الهلال يستنفد كل ما لديه! ٭٭ بمناسبة الحديث عن الجمهور.. هل يمكن أن تصل كثافة الحضور لمشاهدة مباراة ما إلى تلك الكمية التي حضرت نهائي كأس سمو ولي العهد لو أن الهلال لم يكن طرفا في المباراة؟! ٭٭ لو أنه - أي اللقاء - جمع الهلال بفريق جماهيري لما أثرت الموضوع سأقول إن ربع المدرجات سكن بها جمهور الفريق الآخر أما أن يكون الطرف المقابل القادسية القادم من المنطقة الشرقية ثم لا نكاد - نحن الذين شاهدوا المباراة خلف الشاشة - نرى مقعدا فارغا فهذا أمر يدعو للنظر! ٭٭ لماذا حضر كل أولئك البشر إلى المدرجات والواحد منهم يستطيع أن يجلس في بيته يشرب القهوة والمتعة معا بين يدي زوجته.. يشاهد المباراة بلا (خسائر) وبعروض إغرائية أكبر؟.. هؤلاء الذين حضروا.. هل نقول إنهم مجرد مشاهدين أرادوا أن يستمتعوا بأداء الهلال؟.. بالتأكيد فلو أن أحدهم ظن أن الهلال لن (يبيض) وجهه بإحراز الكأس فلن يكلف نفسه مشقة العناء، الحضور إلى استاد الملك فهد الدولي.. وربما أنه جاء برا من مكان بعيد كالمنطقة الشمالية من مسافة ألف كيلومتر.. هؤلاء بالطبع جاؤوا للاحتفال بالكأس لا لمشاهدة المباراة فقط. ٭٭ جمهور الهلال يتنامى لا شك في هذا.. هو ينمو بثلاث طرق.. الأولى: اتجاه الشباب الصغار (ربما جميعهم!) ممن قرروا الدخول إلى بوابة الانتماء الرياضي ليشجعوا الهلال.. وغني عن الذكر مسببات هذا الاتجاه.. الثانية: تحول الآخرين إليه من جماهير الفرق الأخرى (الفاهمين منهم!) بعد أن يئسوا (ويبسوا) في أماكنهم ينتظرون البطولات دون أن يحصدوا غير الوعود.. الثالثة: من الكبار غير الرياضيين حينما يشاهدون مباراة للهلال (صدفة أو مجاملة) أو من كثرة ما يردد اسمه في مجالسهم فيبدؤون بتشجيعه.. أو حينما يتلقى الواحد نصيحة من صديق مخلص يؤكد له أن تشجيع الهلال سيجعله دائما يضحك. ٭٭ شخصيا حينما يلعب الهلال أحب - أثناء تعطل الكرة - أن يتجول المخرج في المدرجات ففيها متعة أخرى.. عبارات تشجع الهلال كتبت بأسلوب أدبي راق وعلقت بشكل منظم يدل على ذوق مرتفع.. وشعارات أندية جاءت لتساند الهلال تأكيدا على أنها جزء منه وهدوء بين الجمهور يدل على وعي كبير.. وهتاف يحرك الحجر ليلعب برجولة وإبداع فكيف باللاعبين! واحترام للضيف، هم في (حالهم) ومصدر هذا الثقة والاعتزاز بالنفس. ٭٭ واحدة من عشرات الرسائل التي تلقيتها بعد مباراة النهائي (سرعان ما أحذف الرسائل الشامتة بالغير!) جاءتني من شخص أعرف أنه مثقف جدا ولا أعرف أن له انتماءات رياضية أثنى فيها على الهلال بعبارات تجاوزت في حدتها عبارات المتعصبين.. ظننت أنها جاءته من طرف آخر وقام هو بدور النقل فقط لكن لقاء جمعني به بعد ذلك صرح أنه من كتب العبارات.. فبعد أن قرأ كتابا تأكد له فيه أن ترويح النفس يقلل من الأمراض فيطول العمر، وهو الآن اقترب من الستين.. استشار أصحاب الخبرة و(الكيف) فوجهوه لمتابعة مباريات الهلال.. قال: الآن أنا أستمتع كما يستمتع غيري.. أرجو - بإذن الله تعالى - أن يطول عمري! ٭٭ بقايا.. ٭٭ مراسم التتويج تحتاج إلى زيادة تنسيق وترتيب.. كانت الكاميرا سابقا تغوص بين البشر.. الآن رغم تحسن الوضع إلا أن كثيرا من الصور تقدم لنا ظهور الموجودين في المنصة.. لا يحتاج الأمر مشقة.. تثبيت أكثر من كاميرا في موضع مرتفع! ٭٭ قال شخص علق في (النت) على إحدى مقالاتي (لو أن إدارات بقية الأندية تركت الوعود لحققت البطولات).. وأنا أضيف: الذين لا يتحدثون هم الذين يعملون. ٭٭ هل سبق أن سمعتم رئيسا للهلال يعد ببطولة؟! ٭٭ من المرات القلائل التي أستمتع فيها بمباراة نهائية.. فالأداء الراقي حضر لأن الشد العصبي غير موجود.. فكل من الفريقين كان يعرف قبل اللقاء المركز الذي سيحصل عليه! ٭٭ التعامل الراقي من المسؤولين في القادسية.. وتقديرهم للخصم دليل وعي ونضج.. أظنهم أيضا سعيدون بأن الكأس أخذه الهلال! ٭٭ رغم أنه بعيد عن المراكز المتقدمة في الدوري إلا أنني أرى أن القادسية أكثر الفرق التي تقدم المتعة بعد الهلال. ٭٭ أشعر أن اللاعب عندنا يصغر أمام أي قرار يصدره واحد من الحكام الأجانب بينما هم أسود على حكامنا.. فعلا زامر الحي لا يطرب!!