عقدت امس جلسة مغلقة أمام محكمة أوسلو للمشتبه به في هجومين وقعا بالنرويج الأسبوع الماضي وأوديا بحياة 93 شخصا على الأقل. ووجهت اتهامات إلى اندرس بيرينج بريفيك(32 عاما) بالتورط في تفجير بالحي الحكومي في أوسلو يوم الجمعة الماضية وإطلاق النار الذي خلف ما لا يقل عن 86 قتيلا في مخيم للشباب في جزيرة أوتويا القريبة في اليوم نفسه. وذكر ممثل الادعاء أن بريفيك قال في إفادات للشرطة إنه نفذ الهجومين لأنه كان يرغب في « تغيير المجتمع». وقال بريفيك، خلال الاستجواب، إنه كان يعتزم أيضا قتل رئيسة الوزراء النرويجية السابقة جرو هارلم برونتلاند خلال وجودها في الجزيرة لكنه تأخر، وفقا لما ذكرته صحيفة «افتتنبوستن» نقلا عن مصادر في الشرطة. ويشار إلى برونتلاند، والتي شغلت منصب رئيسة الوزراء لثلاث فترات بين أعوام 1981 و1996، على أنها «قاتلة البلاد» على مدونة على الإنترنت يعتقد أنها مرتبطة بالمشتبه به وموقفه المتطرف المناهض للهجرة. يذكر أن خمسة أشخاص ممن كانوا في الجزيرة لا يزالون في عداد المفقودين، كما تجري الشرطة عمليات بحث عبر المباني في أوسلو والتي تضررت بشدة جراء الانفجار. وفقاً للقانون النرويجي يواجه السجن «21» عاماً وإمكانية التمديد إلى «المؤبد» وأفادت تقارير أن ما لا يقل عن 31 شخصا في حالة خطيرة أو حرجة في المستشفى. وقال محامي اندريس برينج بريفيك المتعصب اليميني إن موكله يريد أن يشرح للنرويج والعالم لماذا قتل نحو 90 شخصا . ويريد المتعصب الذي يصف نفسه بأنه صليبي يحارب مدا إسلاميا الحصول على فرصة لشرح دوافعه التي يقر بأنها وحشية لكن «ضرورية». وطلب الادعاء النرويجي جعل الجلسة مغلقة ومنع حضور المواطنين ووسائل الإعلام. واستسلام بريفيك للشرطة عندما واجهته في النهاية على جزيرة اوتويا الصغيرة يشير الى رغبته في اعتلاء منبر عام يمكن من خلاله نقل افكاره المتشددة. وقال مراقبون إن من المحتمل أن يخفف الهجوم الجدل بشأن الهجرة قبيل الانتخابات المحلية المقررة في سبتمبر ايلول حيث ستسعى الاحزاب لتنأى بنفسها عن معتقدات بريفيك وتعزيز مظهر النرويجيين انفسهم كشعب منفتح ومسالم. وزاد عدد المهاجرين في النرويج ثلاثة امثال تقريبا خلال الفترة بين عامي 1995 و2010 ليصل لنحو نصف مليون من اجمالي عدد السكان البالغ 4.8 مليون. ووفقا للقانون النرويجي فإنه قد يصدر بحق المتهم حكما مشددا بالسجن 21 عاما ولكن يمكن تمديد الحكم اذا ما رأت المحكمة مخاطر من احتمال تكرار الجريمة. الشرطة تواصل بحثها عن جثث في البحيرة قبالة الجزيرة التي شهدتها المجزرة وقال شتاله ايسكلاند استاذ القانون الجنائي بجامعة اوسلو «نظريا قد يظل في السجن ما تبقى له من حياته. من جهة اخرىدافعت الشرطة النرويجية عن نفسها ضد اتهامات بتأخرها في التدخل لمنع مذبحة جزيرة أوتويا وقال رئيس شرطة أوسلو ، أنشتاين جينجيدال امس في تصريحات لمحطة «إن.آر.كيه» التليفزيونية إن وحدة مكافحة الإرهاب (دلتا) تدخلت على الفور عقب أول نداء استغاثة رغم الانفجار السابق في حي الحكومة بأوسلو ، وأضاف: «جميعنا تواجدنا هناك بسرعة». وكان الهجوم الذي نفذه النرويجي أنديرس بيريمنج برايفيك على معسكر الشباب في جزيرة أوتويا استمر نحو ساعة حتى تم القبض عليه. وعن قرار استخدام السيارات بدلا من المروحيات في الوصول إلى مكان الحادث ، قال جينجيدال إن السيارات كانت الوسيلة الأسرع ، موضحة أنه كان هناك مروحية وحيدة تابعة للجيش النرويجي يمكن استخدامها في هذه العملية إلا أنها كانت موجودة خارج أوسلو ، لذلك كانت عملية الانتقال ستستغرق وقتا أطول إذا تم استخدام المروحية. وكانت النرويج شهدت ظهر أمس دقيقة صمت حدادا على ضحايا الهجومين وتوقف العمل في بورصة أوسلو وتوقفت سيارات الأجرة والقطارات ووسائل النقل العام وأنشطة العمل والدراسة في أنحاء الدولة . وفي أوسلو ، وقع الملك هارالد ورئيس الوزراء ينس ستولتنبرج ومسئولون آخرون على سجل عزاء ، بعد المشاركة في تابين الضحايا في ميدان الجامعة. وحذت الدنمارك والسويد وفنلندا أيضا حذو النرويج بالتزام الصمت دقيقة حدادا . ونكست الأعلام في النرويج والسويد ، وتوقفت أيضا العمليات في بورصة ستوكهولم - أكبر بورصة في منطقة الشمال .