نشرت وسائل الاعلام قبل فترة عن تجسس الهواتف الذكية على اصحابها مشيرة الي موقف للنائب الألماني "مالت شبيتز" من قيادة (حزب الخضر) وهو حزب سياسي انتشر مؤخرا في العديد من الدول الأوروبية وبعض الدول العربية يروج للمحافظة على البيئة ، مالت شبيتز في السادسة والعشرين من العمر، وهو متخصص في مكافحة التعديات على أسرار الحياة الشخصية للمواطنين. حسب ما اشارت له وسائل الاعلام أنه قام بتجربة بسيطة حيث طالب شركة هاتفه المحمول "ت- موبايل" بتزويده بكافة المعطيات الخاصة به والتي ينقلها هاتفه المحمول إلى شبكة الشركة. لكن الشركة رفضت الطلب في البداية، فما كان منه إلا أن تقدم بشكوى قضائية وصدر الحكم لصالحه، وحصل على هذه المعطيات على مدى ستة أشهر. حددت الشبكة مكان تواجد "مالت شبيتز" مائتي مرة في اليوم الواحد، مثله في ذلك مثل كافة مستخدمي شبكة الاتصالات. بل أن الأمر لم يقتصر على ذلك فقط ، فما خفي كان أعظم ، حيث إن المعطيات المذكورة تسمح بالتعرف على كافة تنقلات النائب الألماني، متى تجول في الشارع، ومتى استقل القطار أو الطائرة، والأماكن التي تواجد فيها في المدن التي زارها، وأيضا متى يعمل ومتى ينام، متى يجيب على الهاتف ومتى يفضل استخدام الرسائل النصية القصيرة، ما هي المقاهي التي يتردد عليها. وكان مركز التميز لأمن المعلومات التابع لجامعة الملك سعود قد نشر مشاركة ثرية للكاتبة السعودية لمى عبد الرحمن الحسيني حول الحماية ضد السرقة والفيروسات والتجسس من خلال الهواتف الذكية وهو مايؤكد وجود مثل هذه التجاوزات الخطيرة في هذه الأجهزة التي أضحت ملازمة لنا كظلنا ونحن لا ندري بأنها تتجسس علينا. و مايستدعي اهتمامي بهذا الأمر هو الانتشار الكبير لهذه الأجهزة بين كافة فئات المجتمع مما يعني أن حياتنا الخاصة أصبحت مستباحة من قبل هذه الأجهزة و من يقفون وراءها و الشيء المقلق حقا أنه لا يوجد حتى الآن من يؤكد أو ينفي صحة هذه المعلومات الخطيرة هنا في المملكة ،على الرغم من انتشار هذه المعلومات وتداولها بين الناس منذ وقت ليس بالقصير ، فمن سيتبرع باماطة اللثام عن هذه الأمر قبل أن نتفاجأ بما لا تحمد عقباه !!