المتابع لسوق الأسهم بالمملكة يلاحظ أن العلاقة بين أسعار النفط في الأسواق العالمية و مسار الأسهم المحلية بدأت تتوطد بصورة عميقة و أضحى جل المضاربين يتابعون بصورة يومية تحركات أسعار النفط ويتخذونها كأحد أدوات التحليل والتوقعات لمستقبل أسعار الأسهم في السوق السعودية. وهم محقون في ذلك لكون أسعار النفط تؤثر بنسبة 73٪ بمسار الأسهم إذا ما أخذنا بالاعتبار أن هناك علاقة قوية بين الاقتصاد السعودي والنفط لأنه يعتبر مصدر الدخل الأول للدولة والرافد الرئيس للموارد المالية و الداعم المحوري لمشاريع البنية التحتية مما يجعل تأثيره كبير على الشركات السعودية المساهمة، و ينعكس على أرباح وأسعار أسهم هذه الشركات وحركة نشاطاتها الاقتصادية. وتكمن أهمية النفط لكون عائداته تلعب دورا أساسيا في التنمية الاقتصادية والصناعية وفي تنامي عدد الشركات المساهمة وتوفر السيولة النقدية التي يتم عادة توظيفها في الاستثمارات المختلفة ومن ضمنها المتاجرة بالأسهم.فتنامي عائدات النفط تفضي إلى مزيد من المشاريع وبروز شركات جديدة تأخذ طريقها إلى التخصيص ثم الطرح للاكتتاب حيث تساهم في زيادة ربحية المضاربين وترفع من معدل حركة التداول وحجم سوق الأسهم. وفي السنوات الأخيرة تعاظم تأثير أسعار النفط على حركة أسعار الأسهم في الأسواق العالمية ليس على مستوى مؤشر أسهم شركات الطاقة و إنما أيضا على الشركات المساهمة في القطاعات الأخرى حيث طفق المضاربون يراقبون بكل دقة نشاطات صناعة الطاقة ومستوى العرض و الطلب واتجاهات أسعار النفط و الغاز ويبنون عليها تنبوءاتهم المستقبلية لمسار مؤشرات الأسهم وحركة التداول و نمو الاقتصاد الدولي. وأسعار النفط تؤخذ كمؤشر مرجح عند قراءة مستقبل مسار الأسهم وليس كدلالة وحيدة كما يفعل بعض صغار المتداولين أو ( الأسماك الصغيرة ) كما يطلق عليهم في سوقنا المحلية والذين بسبب جهلهم لكيفية القراءة التحليلية لحركة الأسهم يصبحون طعم ( للهوامير ) المتربصين بهم و المستفيدين من أميتهم في التحليل أو حتى متابعة التحليلات الفنية والمؤشرات التي تقيس قوة السهم ونسبة التغير ونطاق سعر السهم ونقاط الدعم والمقاومة وهذه الأشياء جميعها متوفرة في مواقع سوق الأسهم يمكن قراءتها قبل الإقدام على أي عمليات بيع أو شراء ، مع أن هذه الأدوات تظل معطيات أولية لمساعدة المضارب على تحديد مساره الاستثماري وذلك لان عمليات المتاجرة بالأسهم والاستثمار بها تتطلب مستويات عالية من المهارة و الدقة و المخاطرة التي قد لا تتوفر في كثير من المضاربين.