شكلت التنمية عنواناً مضيئاً وعريضاً لما تحقق من إنجازات عملاقة في منطقة عسير خلال الأربع سنوات الماضية، تمثل الفترة التي تسلم فيها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمارة منطقة عسير في 28/4/1428ه، ومنذ ذلك التاريخ تحولت المنطقة إلى ورشة عمل كبيرة، حيث شرع الأمير فيصل ومنذ اليوم الأول في تحقيق الكثير من الانجازات المهمة، وسعى إلى تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين. وشهدت فترة الأمير فيصل بن خالد تحديثاً لكافة الأنظمة الإدارية المعمول بها، فتم إحداث عدد من اللجان المعنية بمتابعة المشروعات ومكافحة الفساد، والسعي إلى تبسيط وتسهيل الإجراءات، لسرعة إنجاز الأعمال بدقة وفي أقل وقت، وبهدف إيصال رسالة الإمارة إلى جميع مواقع الرقعة الجغرافية للمنطقة. وفي القطاع الصحي اعتمد في منطقة عسير مشروع المدينة الطبية التي تحتوي على مستشفى تخصصي بسعة (500) سرير، وبتكلفة إجمالية تصل إلى (350) مليون ريال، وكذلك مستشفى للصحة النفسية وعلاج الإدمان بسعة (400) سرير بتكلفة إجمالية (190) مليون ريال. وطالما شكلت المياه تحدياً كبيراً أرق المسؤول والمواطن في هذه المنطقة والمتمثلة في نقص الإمدادات المائية في فترة الصيف، إلاّ أنه وبفضل الله تعالى تجاوزت منطقة عسير هذه المشكلة التي أولاها الأمير فيصل بن خالد كل اهتماماته، فبذل الكثير من الجهد لحلها، والتي انتهت مع تشغيل محطة التحلية ب"الشقيق" المرحلة الثانية، وبدأت أبها الحضرية على وجه الخصوص تنعم بوفرة المياه، وبإذن الله سيتم في القريب العاجل إيصال المياه إلى كامل الشريط الجبلي من المنطقة، بدءاً من محافظة "ظهران الجنوب" جنوباً وحتى محافظة "بلقرن" شمالاً. وحقق قطاع الكهرباء قفزات هائلة سواء من حيث الكمية أو النوعية، فخلال الأربع سنوات الماضية تم إيصال التيار لحوالي (83000) مشترك جديد، يمثلون حوالي (30%) من أعداد المشتركين، وارتفعت نسبة التغطية للخدمات الكهربائية إلى (99.4%) من المشتركين في منطقة عسير، وهي نسبة تُعد من أعلى نسب التغطية على مستوى المملكة، كما تم خلال هذه الفترة إنشاء وتشغيل نظام نقل الطاقة على الجهد الفائق (280.000 فولت) الذي يربط منطقة عسير مع محطة توليد المياه والكهرباء في الشقيق. وفي 28/2/1430 ه وضع حجر الأساس لإنشاء وتشكيل "المرصد الحضري" لأبها الحضرية، والذي سيتبعه مراصد حضرية في المحافظات الرئيسية بمنطقة عسير، وهو مركز متخصص يعمل على جمع وتحليل واستخدام المؤشرات الحضرية في إعداد سياسات التنمية الحضرية على جميع المستويات ومتابعتها وتقييمها، إلى جانب رصد الأوضاع والأشكال الحضرية وتغذية صناعة القرار في شؤون التنمية الحضرية بالمعلومات على المستوى الوطني. .. وهنا يفتتح مشروعاً تنموياً وشهدت جامعة الملك خالد نقلات نوعية حيث ارتفع أعداد الكليات التابعة للجامعة إلى (51) كلية، بعد أن كانت (15) كلية، وبلغ عدد المقيدين من الطلاب والطالبات (65) ألف طالب وطالبة، بعد أن كان عددهم (12708) طالباً وطالبة، وكذلك ارتفع عدد أعضاء هيئة التدريس والمحاضرين والمعيدون في الجامعة ليصل عددهم إلى (3373) عضواً، بعد أن كان عددهم (712) عضواً، أما بالنسبة للمدينة الجامعية، فهي تقع على مساحة إجمالية تقدر ب(320) ألف متر مربع، إضافة إلى (40) ألف متر مربع من المساحات الخضراء. وحظي التعليم في منطقة عسير باهتمام بالغ، حيث كان لسموه الكثير من المواقف والانجازات التي تسجل مدى اهتمامه وحرصه على متابعة كل ما من شأنه النهوض بالعملية التعليمية في المنطقة، وقد بلغ عدد المشروعات المستلمة خلال الفترة من 1/1/1425ه وحتى تاريخه (50) مشروعاً بتكلفة (187.170.463) ريالاً، تم خلالها الاستغناء عن (80) مبنى مستأجراً، كما بلغ إجمالي عدد المدارس الجاري تنفيذها (69) مدرسة، وبلغ إجمالي عدد المباني الحكومية بعد الاستفادة من المشروعات الجاري تنفيذها (237) بتكلفة (1.234.737.410) ريالات، أما بالنسبة لما يتعلق بتعليم الكبار فقد بلغ عدد مراكز التعليم (59) مركزاً، بواقع (91) فصلاً دراسياً، كما تم تنفيذ برنامج "مجتمع بلا أمية" بالمنطقة، تحت شعار: "معاً لتصبح عسير بلا أمية"، وطبق البرنامج في المدن والقرى والهجر والأماكن البعيدة، وقد استفاد منه عدد كبير من الدارسين، وبلغ عدد المجتازين لهذا البرنامج (978) دارساً. وشهدت المنطقة تطوراً مهماً في تعليم البنات حيث بلغ إجمالي المدارس المفتوحة خلال الأربع سنوات الماضية (883) مدرسة، ما بين ابتدائي ومتوسط وثانوي، أما المدارس المحدثة فقد بلغ عددها (36) مدرسة محدثة، وهذا يدل على ما تشهده منطقة عسير من انتشار واسع للتعليم الذي وصل إلى مختلف الأماكن رغم صعوبة جغرافية وتضاريس المنطقة. الأمير فيصل يلقى كلمة في إحدى المناسبات