لعلنا هنا نتطرق لهيكلة الجمعيات التعاونية المشاركة في برنامج مجلس الجمعيات التعاونية السعودية ، الذي يهدف لتنظيم سوق الأعلاف بالمملكة بشكل عام ولعلي في هذا المقال أطرح وجهة نظر الغاية منها تنمية الوعي والتفكير في معالجة أمور حياتية نتعايش معها، وقد يكون القلب العام ليس براضٍ عنها ودعوني أولاً أحدد نقاطاً تنبئ عن نتائج هذه الهيكلة فيما لو حدثت: • جمعيات تعاونية فعالة تمارس خدماتها بمهنية عالية منتجة للخدمات ، وظائف وعوائد مالية. • شبكة من نقاط الخدمات والتوزيع منتشرة في جميع أنحاء المملكة تظهر للأعيان بسمة وطابع موحد مجسد للتراث. • تكوين عدد 300 نقطة توزيع في جميع أنحاء المملكة كل نقطة توزيع في دائرة قطرها 50 كيلو متراً في المحافظات وبينها. وحتى تتم هذه الهيكلة ويتحقق هذا التنظيم على أرض الواقع بأركانه ثلاثية الأبعاد هذه ، يتم تأسيس شركة تكون مملوكة للجمعيات التعاونية العاملة ضمن برنامج توزيع الأعلاف تقوم على ثلاث إدارات رئيسية كالتالي: • إدارة التنمية الإدارية وممارسة الأعمال. • إدارة تنمية الموارد المالية والبشرية. • إدارة التوزيع والنقل وتنمية الخدمات المساندة. قبل أن أخوض في مهام هذه الشركة ومهام كل إدارة من إداراتها الثلاث، لعلها تجدر الإشارة إلى كيف يكون تكوين هذه الشركة أولا؟ في رأيي وانطلاقاً من فضل الله تعالى عندما عظم فضل الجماعة في تعاليم ديننا السمحة وانطلاقاً من التراث والعرف الذي يؤكد على أن العمل الجماعي بين الأخوة وبين العشيرة وفي العائلة الواحدة يمثل أساساً جوهرياً يحقق النجاح والتغلب على العقبات والصعاب بخلاف العمل الفردي ، فإن هذه الشركة تستمد رؤيتها ورسالتها من هاتين الحقيقتين حيث تنسج استراتيجيتها على أساسهما وتحدد أهدافها في إدارة التوجيه المباشر للجمعيات وإدارة العمليات التنفيذية فيها فتتأكد ممارسة الأعمال في هذه الجمعيات على أساس مهني عال تحقق نتائج عملية ملموسة من خلال تطبيقات الإدارات الثلاث في هذه الشركة. وفي سياق المقال السابق تحدثنا عن الدعم المالي الذي كان المقال يقترحه على الدولة أن تقدمه لهذه الجمعيات حيث ربما يقول قائل ما هي الضمانة بأن هذا الدعم المالي لو أتى سيوظف التوظيف الذي بالفعل يحقق المرجو منه وأنه لن يتعرض لهدر في كله أو لجزء منه ؟ والجواب في نظري لهذا القول هو موضوع هذا المقال تحديداً فإعادة الهيكلة من خلال تأسيس هذه الشركة واطلاعها بدور من خلال الإدارات الثلاث المذكورة حيث تشكل في رأيي سبيل وضمانة بعون الله في جعل هذا الدعم المالي لو أتى سيؤتي ثماره بالتأكيد وسيكون هذا المال عامل مساعد لجعل كل جمعية من هذه الجمعيات تتطور وتنمو مهنية الممارسة فيها تحت مظلة هذه الشركة وكوادرها البشرية التي مهامها وهدفها جعل هذه الجمعيات التعاونية متطورة وتمارس نشاطاتها بمهنية عالية ناجحة وملموسة فضلاً عن أن هذه الشركة في طبيعة تكوينها هي رابطة لجميع هذه الجمعيات وبالنتيجة يجب أن تكون تحت سيطرتها تنفيذياً. وقد يقول قائل ولما تأسس شركة ومجلس الجمعيات التعاونية السعودية موجود وأن المسألة فقط بإجراء تعديل على نظامه الأساسي وتكوينه الإداري وأنه حين ذاك سيقوم مقام هذه الشركة؟ حينه يكون جوابي لهذا القائل ، نعم هذا صحيح وكما تعلمون أن فلسفة تكوين الجمعية التعاونية لا تختلف عن فلسفة تكوين الشركة وتشترك معها في نظام تكوينها إلى حد كبير ومجلس الجمعيات التعاونية السعودية في هذه الهيكلة المقترحة يكون متشابهاً لحد كبير مع الشركة القابضة ، وهذا التشابه بخصوصيته هو الدور الذي تقترحه هذه الهيكلة من مجلس الجمعيات التعاونية السعودية ، ولنكون عمليين من منطلق عملي تنفيذي استناداً على أن الجمعيات التعاونية ربحية وذات غايات تنموية في فلسفتها تفوق غايتها الربحية لكنها تبقى ربحية حتى تستمر وتحقق تنمية أعضائها اجتماعياً واقتصادياً وحتى تستقر الأمور ويعم النفع فإنه على (جميع الجمعيات التعاونية بكل أشكالها وألوانها وأطيافها) أن تنضوي بشكل عملي ذي مردود اجتماعي واقتصادي تحت قيادة ومشاركة وتنفيذ مجلس الجمعيات التعاونية السعودية سواء لبرنامج توزيع الأعلاف أو لأي برنامج آخر في إطار المهام المتعددة والمتنوعة للجمعيات التعاونية القائمة والتي ستقوم مستقبلاً. وأقترح أن تودع مبالغ الدعم في محفظة مجلس الجمعيات التعاونية السعودية مقابل أسهم لكل جمعية من الجمعيات التعاونية على قدر دعمها في المجلس وكلما كان هذا الدعم قوياً تمكن المجلس في خلق مناخ مختلف للممارسة والمهنية العالية في الجمعيات التعاونية وتمكن من تأمين ميزانية كل جمعية حسب متطلبات مشاركتها في البرامج المشتركة وحتى يطلع المجلس بدور مختلف عن ما هو عليه الوقت الحاضر فإن هذا الدعم الحكومي المقترح مع التعديلات التي تجرى على نظام المجلس الأساسي وما يطرى على رؤيته ورسالته الجديدتين سينمو بممارسة أعمال الجمعيات التعاونية بتوفر عوامل الجدوى ومن ثم النجاح ويصبح التعثر في حالات معينة حدثاً من الماضي بفضل الله ثم بفضل رابطة التعاون المنظمة في هذه الهيكلة ثم إننا نتقدم بذلك خطوات على طريق تنمية ثقافة العمل التعاوني في مجتمعنا بشكل عام. * المدير التنفيذي لجمعية القمح التعاونية بالمملكة