جرى اطلاق نار استمر عدة ساعات ليل الاثنين الثلاثاء في مدينة انديجان (شرق اوزبكستان) التي ما زالت في حالة حصار وتطوقها قوات عسكرية ومن الشرطة. وأكدت صحيفة «ايزفستيا» الروسية نقلا عن حزب اوزبكستاني معارض امس الثلاثاء ان 745 شخصا على الاقل قتلوا في التمرد في انديجان شرق اوزبكستان والقمع الذي تلاه. وقالت الصحيفة ان اعضاء حزب «المزارعين الاحرار» (اوزود دخكونلار) يستجوبون السكان في كل البيوت ويسجلون اسماء الضحايا. وقال هذا الحزب ان 745 اسما كانت على اللائحة حتى مساء الاثنين. واعترفت السلطات بمقتل حوالي سبعين شخصا لكن شهادات متطابقة تحدثت عن مقتل 500 شخص على الأقل في القمع الدموي للتمرد الذي حدث الجمعة. اما السلطات الاوزبكستانية فقد تحدثت عن مقتل اكثر من سبعين شخصا. وقال وزير الداخلية الاوزبكستاني زكير الماتوف ان أكثر من سبعين شخصا قتلوا في اطلاق النار سالجمعة في انديجان و«سبعين من مثيري الشغب» اعتقلوا. واندلع اطلاق النار ليل الاثنين الثلاثاء لكن تعذر تحديد مصدره او هوية الذين يطلقون النار. وقد استمر بين ثلاث وأربع ساعات وكان كثيفا. وقال رجال شرطة لوكالة فرانس برس امس الثلاثاء ان اطلاق النار استهدف عددا من مراكز التفتيش حول مباني الادارة المحلية لكنهم رفضوا ذكر الجهة التي قامت باطلاق النار. وكانت المدينة هادئة صباح امس الثلاثاء وبعض الناس يتجولون في شوارعها. وتمركزت دبابات في وسط انديجان التي فرض منع التجول ليلا فيها. وعلى بعد حوالي خمسين كيلومترا شرقا، عاد الهدوء الاثنين الى مدينة كاره - سو الواقعة على الحدود بين اوزبكستان وقرغيزستان والتي شهدت اطلاق نار ليل الاحد الاثنين. وقال صحافي من وكالة فرانس برس وصل الى قرغيزستان مع بعثة من الصليب الاحمر كلفت دراسة الوضع ان انقاض مركز الشرطة ومقر مصلحة الضرائب الذي احترق وحدهما يشهدان على اعمال العنف التي وقعت السبت في كاره - سو. وأكد مدرسون في انديجان فرضت عليهم عطلة اجبارية لان كل المدارس اغلقت حتى اشعار آخر ان «الناس خائفون ولن يتظاهروا بعد اليوم». وعلى الحدود، قال حرس الحدود القرغيزستانيون الاثنين انهم منعوا مجموعة تتألف من ما بين مئة و150 اوزبكستانيا من التوجه الى قرغيزستان في منطقة جلال اباد، بينما اعلنت بيشكيك تعزيز قوة مراقبة حدودها مع اوزبكستان. وقال سكان في قرية تيسيك - توش شرق اوزبكستان لوكالة فرانس برس انهم شاهدوا السبت 13 شخصا غير مسلحين قتلوا برصاص جنود اوزبكستانيين بينما كانوا يحاولون عبور الحدود الى قرغيزستان. وفي كاره - سو حيث اعيد فتح الحدود الاحد لخمسة ايام، رمم سكان المدينة الجسرالسوفياتي القديم الذي دمرته السلطات الاوزبكستانية منذ ست سنوات. وقد اصبح بامكان السكان عبور الجسر الذي يبلغ عرضه 14 مترا سيرا على الاقدام للوصول الى قرغيزستان. وتقوم السلطات المحلية بالتحقق من هوياتهم وأغراضهم الشخصية. من جهة أخرى أعلن الامين العام للامم المتحدة كوفي انان امس الاول الاثنين انه يتابع «بقلق كبير» تطور الوضع في اوزبكستان، ودعا جميع الاطراف المعنية الى ضبط النفس. وقال انان في بيان «انه يشعر بالحزن من جراء ورود أخبار عن الخسائر في الأرواح ومنهم مدنيون»، ودعا «الاطراف المعنية الى الامتثال للقوانين الانسانية والدولية والى التعاون التام مع فرق المساعدة الانسانية المنتشرة في المنطقة».