يدشن "الاخضر" مساء اليوم محطة جديدة امام هونج كونج بحثا عن العبور الى مونديال 2014 بعدما ابتعد قسرا عن كأس العالم 2010 في جنوب افريقيا نتيجة اخطاء تراكمية ادت الى تراجع مستوياته وتعاقب اكثر من مدرب عليه، ومع هذا بقي أمل الجماهير والاعلام قائما ان يتخطى نكساته وان يعود الى جادة المنافسة كما كان قويا وعنيدا في مواجهة المنافسين الذين كانوا يرونه فيما مضى عملاقا يعبر طريقه دون منغصات الى الذهب، قبل ان تغيب شمسه عن المراكز الاول بفعل الظروف تارة، ونتيجة الاخطاء الفنية والادارية تارة اخرى، والامل ان تنتهي مرحلة الغياب القسري وأن ينهي "الاخضر" ابتداءً من اليوم "السبت" هذا الغياب، وأن يؤكد أن عمليات التصحيح ستؤتي ثمارها وان عهد العودة الى المنافسة على البطولات قد بدأ، هونج كونج فريق غامض ولايقارن تاريخه وحضوره وامكاناته وخبرته قاريا بما لدى المنتخب السعودي ولكن ذلك لايعني الاستهانة به وضمان الانتصار ذهابا وايابا، انما لا بد من احترامه ووضع الخطط الكفيلة بتجاوزه بأقل الاضرار، وأي تعثر لاقدر الله امام هذه الفريق الغامض سيعني مزيدا من التراجع ولخبطة الاوراق التي رسمت عليها الخطط وبنيت من خلالها مشاريع رياضية كبيرة تستهدف استعادة الكرة السعودية الى هيبتها. القيادة الرياضية منحت إدارة المنتخبات الصلاحية كافة.. والأعذار غير مقبولة في عهد توفر الإمكانيات البعض ربما يظن هونج كونج مرحلة من السهل تجاوزها الى الادوار الاخرى وينسى ان المفاجآت والصدمات لا تأتي إلا من الفرق الضعيفة نتيجة الاستهانة بها وعدم منحها المزيد من الاحترام والتقدير، خصم اليوم ليس أمامه ما يخسره، وإذا ما فاز فقد حقق انجازا كبيرا ومفاجأة غير متوقعة وبالتالي الانطلاقة نحو الامام ونجاح معظم مخططاته، اما اذا خسر فالامر عادي بالنسبة له ولا يمكن ان يمنح الامر اكثر من خسارة نتيجة مباراة، لذلك على نجوم "الاخضر" مع ادارتهم التي طالبت الاعلام والجماهير بالصبر عليها ووعدت الشارع الرياضي بتصحيح المسار وتحقيق النتائج والشعور بحجم المسؤولية في المرحلة المقبلة والتي لا تقبل أي عذر او تعثر لا قدر الله، خصوصا ان القيادة الرياضية منحت ادارة المنتخبات الصلاحيات كافة فضلا عن الإعلان عن عدم التدخل بعمل المدرب طوال فترة عقده، وهذا يعني ضرورة المحاسبة عند التقصير ووضع حملا ثقيلا على عاتق ادارة المنتخبات لا بد ان تشعر به وان تحيط اللاعبين بذلك، أيضا على ادارة المنتخبات أن تشعر أن هناك متربصين بالكرة السعودية سواء في الداخل أو من الخارج ينتظرون اخفاقها لا قدر الله الامر الذي يعني عدم اتاحة الفرصة لهم من خلال التركيز على العمل الجاد والتعامل التصحيح مع مختلف الظروف. صحيح ان ادارة المنتخبات الحالية جديدة عهد ب"الاخضر" ولكنها ليست جديدة على الساحة الرياضية ولديها إلمام شبه كامل بالظروف المحيطة بالوسط الرياضي والتي تتطلب تركيزا جديدا على العمل وفق معايير صحيحة بعيداً عن المجاملة التي ربما ينتج عنها نتائج عسكية وخسائر فادحة تهد كل ما تم بناؤه، نعرف ان الاعلام مزعج والجماهير مندفعة والكثير من الآراء عاطفية، لذلك لا بد التعامل معها بحذر، ليس الحذر المشوب بعدم الثقة انما الحذر الذي يعني الدقة في العمل وعدم اطلاق الوعود دون الاعتماد على أرضية خصبة وإمكانات تستخدم للتغلب على الظروف، جميل جدا ان يخرج الاداري أو المسؤول لبث مشاعل الأمل لدى الشارع الرياضي السعودي ولكن بعيدا عن المبالغة وعدم الاكتراث بأن الكثير يحفظ الوعود عن ظهر قلب ويواجه بها المسؤول عند الاخفاق لا قدر الله. لا يمكن التشكيك بعمل اداري واخلاص لاعب ووطنية اداري، ولكن المهم كيف نضع الشخص المناسب في المكان المناسب وبالتالي نخرج بحصيلة وافرة من العمل الجيد الذي يعكس الاستفادة من الاخطاء السابقة والاخفاقات الماضية والعثرات التي تؤلمنا ذكرياتها، كثيرة هي المحطات ومتنوعة هي التجارب، والامل ان نستفيد منها في تكوين رياضة سعودية قادرة على مواجهة التحديات وتلبية مطالب الشارع الرياضي اداء ومستوى ونتائج وانجازات، خصوصا ان الكرة السعودية تجاوزت منذ سنوات مرحلة المنافسة الى عهد الصعود لمنصات التتويج، الامر الذي وضعها امام مسؤوليات كبيرة، وعدم القبول بأي نتيجة غير الفوز بالكؤوس والتأهل الى المونديالات. من هنا حري بالجميع ان يضع محطتي هونج هونج منصة الانطلاق لاستعادة الكبرياء والامجاد، امجاد صالح النعيمة، وانجازات ماجد عبدالله وبطولات فهد المصيبيح، وابداعات محمد عبدالجواد وتألق جيل عبدالله الدعيع وبقية جيله، نعم نبحث عن انجازات سامي الجابر ومحمد نور وياسر القحطاني وبقية تلك الكوكبة الذين قادوا "الاخضر" للتأهل الى المونديالات الماضية وبطولات العرب والخليج واشعلوا قناديل الفرح في سنوات مضت.