تفتح لي الشاشة آخر الليل.. بسم الله الرحمن الرحيم!! أبيع واشتري ثم أقوم من النوم وأنا مفزوع أسمِّي على روحي! هذا ما قاله مضارب في مجلس حاشد دار فيه الكلام عن الأسهم فأضاف آخر: - كلنا مثلك! نقابل الشاشة في النهار ونحلم بها في الليل في كثير من الأحيان.. ضحك آخر وقال: والله يا جماعة الخير اني مرة محمّل في شركات المضاربة ومثقل وعليّ ديون للبنوك وتردى السوق وطار عني النوم.. ما نمت إلا آخر الليل بعد هواجيس.. ولكن (وش ها النوم) الله يجيركم زارتني كوابيس مُرعبة الله يحلل أفلام (هايتشكوك) عندها.. أحلام مخيفة خطيرة رأيت فيها أسهمي تنزل أسفل سافلين وأنا أشاهد الشاشة في طيارة!! ما أدري وش جاب الشاشة للطيارة ولا ليش سافرت أو إلى أي بلد.. كل ما أدريه أن أسهمي طاحت ودخت ثم طحت كلي من الطيّارة وصرت (أغلوي) في الجو عيوني بازغة من الخوف وسقطت على صخرة كسرت رجلي فقمت من النوم أتنافض وإذا بي طايح من السرير وسيقاني وجنوبي توجعني، سمّيت على روحي وحمدت ربي أنه حلم وقمت أصلِّي صلاة الاستخارة: أبيع بكره أو ما أبيع؟ الطمع يقول لي اصبر والخوف يقول والله ان ما بعت أن تضيع! أجمع المضاربون الحاضرون على أنهم حلموا بالأسهم وتداولاتها في لذيذ النوم، ولو مرة واحدة كل شهر، بينما قال مستثمر راكد: - المضاربة تقلق الذي ما يقلق وتجلب الهواجيس والكوابيس خاصة الذين يكثرون من أسهم الخشاش ويتدينون من البنوك بعد! الحلال وزين الروح.. أما المستثمر الذي يشتري أسهم شركات كبيرة تصرف الأرباح بانتظام ومن عشرات السنين فإنه مطمئن هادئ لا يراقب الشاشة ولا يأخذ تسهيلات بل يشتري بالتدريج وإن نزلت أسهمه أحسن له حتى يشتري المزيد بعائد أكبر.. قال المضاربون.. صدقت يا شيخ!.. لكننا أدمنَّا المضاربة صارت تجري في دمنا نضارب في النهار وفي الليل ونحن نيام (الله لا يشغلنا إلا بطاعته) والمضاربة على أسهمها (ضرب وضريب) وما نقدر نغير عاداتنا ولا طباعنا، تزول الجبال ولا تزول الطباع.