أكدت مصادر الرئاسة الأوكرانية أن الرئيس كوتشما وافق أخيرا على قبول استقالة رئيس الحكومة فيكتور يانكوفيتش بعد مرور خمسة أيام على إعلانه عن الاستقالة متعللا بأنه لا يمكن العمل مع هذه السلطات. وأصدر كوتشما قرارا رئاسيا بتعيين نائب رئيس الوزراء نيكولاي أزوروف - وزير المالية - قائما بأعمال رئيس الحكومة. وتقول التعليقات الروسية أن القائم بأعمال رئيس الحكومة لن يعمل سوى بضعة أيام أو أسابيع كحد أقصى إذ من البديهي أنه لن يبقى في منصبه بعد تنصيب يوشينكو رئيسا . ومن الواضح كذلك أن القائم بأعمال رئيس الحكومة لن يستطيع اتخاذ أية قرارات عملية واسعة النطاق أو ذات طبيعة حساسة خاصة أن يوشينكو يعتزم إجراء تغييرات جدية في الكوادر وكذلك في الإجراءات التي اتخذتها الحكومة بما في ذلك بعض التوجهات الاقتصادية إثر تنصيبه رئيسا لأوكرانيا . وقد أعلن نائبه في اتحاد قوى الشعب يوري كوستينكو أن يوشينكو ذكر أربعة مرشحين يمكن أن يتبوأ أحدهم منصب رئيس الحكومة وهم : 1- بيوتر بوروشينكو (وهو رئيس لجنة الميزانية في البرلمان) ،2- يوليا تيموشينكو (نائبة رئيس الحكومة الأسبق وأحد وجوه المعارضة الراديكالية) ، 3- أناتولي كيناخ (رئيس حزب الصناعيين)، 4- الكسندر ماروزوف (رئيس حزب الاشتراكيين). يشار بهذا الصدد إلى أن صفقة غير معلنة قد تمت قبيل إعادة الانتخابات بين ماروزوف ويوشينكو بحيث يقدم الاشتراكيون أصواتهم ليوشينكو لقاء منصب رئيس الحكومة . ومن الإجراءات التي ستكون في سلم الأولويات بعد أن يبدأ يوشينكو ممارسة مهامه كرئيس للدولة محاربة الفساد وتحت هذا العنوان يمكن أن تتم عملية تصفية معظم الكوادر السابقة في النسق الأول والثاني من المسؤولين خاصة أن المعارضة كانت تتهم السلطات بالاختلاسات أيضا . ويقول كوستينكو أن العمل سيجري لإعادة النظر في ميزانية الدولة بحيث يتم تعديل على أبواب النفقات والإيرادات منوها بأن وعودا كثيرة قد أطلقت قبيل الانتخابات لرفع الرواتب والتقاعديات وتحسين الحياة الاجتماعية للمواطنين وتطوير القطاع الخاص ولا بد من معالجة هذا الواقع . وترى التعليقات أن هذا الأمر سيكون صعبا وحساسا في البرلمان الحالي الذي أقر الميزانية . من جهة ثانية تشير معظم المعطيات إلى أن تنصيب يوشينكو سيجري يوم الثالث عشر أو الرابع عشر من الشهر الحالي وفق قرار يتخذه البرلمان . ويقال بهذا الصدد ان إعدادات واسعة النطاق تجري حاليا لتنظيم احتفال مهيب ونوعي ليوشينكو قد يحضره عدد من الرؤساء وكبار المسؤولين الغربيين وسيتم أداء القسم الدستوري في مبنى البرلمان نفسه. إلى ذلك تقوم تنظيمات المعارضة (التي ستتحول إلى سلطة واقعية) بإعداد برنامج احتفال شعبي جماهيري في ساحة الاستقلال في العاصمة كييف باعتبار هذا التنصيب رمزا لانتصارها في الثورة البرتقالية وستتضمن عروضا فنية بمشاركة الفرق الموسيقية وينتظر أن يتوج هذه الاحتفالات يوشينكو نفسه في كلمة إلى الشعب من الساحة التي انطلقت منها حملة المعارضة والتي استطاعت أن تنتزع بحشودها الجماهيرية قرار المحكمة الدستورية بإلغاء الانتخابات السابقة وإعادة الانتخابات وتكريس نتائجها .