أشار خبير في مجال الاتصالات اللاسلكية إلى إمكانية استخدام أجهزة الاتصال اللاسلكي أثناء الرحلات الجوية, وذلك بسبب التقنيات المتطورة في الأجهزة التي تحتوي على تقنية «واي فاي» (Wi-Fi) والجهود المتواصلة من قبل مصنعي الطائرات لضمان عمل الهواتف الخليوية وأجهزة الكمبيوتر المحمول والعديد من الأجهزة الإلكترونية الأخرى أثناء الرحلات الجوية التجارية. وتوقع بشار دحابرة, مدير عام ومؤسس شركة «انفوتوسيل دوت كوم أن تنشر خدمات الإنترنت في كافة الرحلات الجوية التجارية في ضوء النجاح الذي حققه عدد من الشركات المتخصصة بصناعة الطائرات وشركات الطيران في اعتماد خدمات الإنترنت أثناء الرحلات الجوية التجارية والدعم الذي حظوا به من قبل سلطات الطيران. علاقة الجوال بالاجهزة الملاحية وذكر دحابرة: لقد كنا نعتقد في السابق أن استخدام المسافرين للهواتف النقالة أثناء الرحلات الجوية قد يؤثر على الأنظمة الملاحية في الطائرة. ولكن أثبتت بعض الدراسات المتخصصة التي أجريت منذ بضع سنوات أنه لا يوجد أي إثبات على تداخل الإشارات الخاصة بالهاتف النقال مع الاتصالات التي تتم بين الطائرة ومركز المراقبة, بالإضافة إلى أن التطورات الجديدة في عالم الاتصالات اللاسلكية خففت من الشكوك والمخاوف حول هذا الموضوع». وأظهرت الأبحاث التي أجرتها مؤخراً شركة «أيرباص» (Airbus) أنه يمكن استخدام الهواتف النقالة وأجهزة الاتصال اللاسلكي في الطائرات من دون حدوث تداخل مع أنظمة الطائرة الملاحية. وتمنع العديد من شركات الطيران استخدام الهاتف النقال أثناء إقلاع وهبوط الطائرة خوفاً من تعطيل الأجهزة التي يتم من خلالها الاتصال بين الطيارين وأبراج المراقبة. وأثبتت الأبحاث التي أجرتها «أيرباص» والتي استغرقت عامين وحظيت بالتأييد من قبل «اللجنة الأوروبية» أنه يمكن استخدام الهواتف النقالة في الطائرات من دون حدوث أية مشاكل تقنية. كما أجريت تجارب ناجحة على إجراء الاتصالات وإرسال الرسائل عبر الهواتف النقالة في الطائرة من نوع «أيه 320» (A023). كما أجريت العديد من التجارب الناجحة على تطبيقات الشبكات اللاسلكية التي تتضمن تقنية «بلوتوث» (Bluetooth) و«واي فاي» (Wi-Fi) والحزمة العريضة «سي دي أم أيه» (CDMA). ويعتبر دحابرة أن إمكانية الاستخدام الواسع للإنترنت في الرحلات الجوية باتت وشيكة التحقق, حيث قامت مجموعة واسعة من شركات الطيران العالمية بتوقيع اتفاقيات يتم بموجبها توفير الخدمة الجديدة على متن طائراتها عبر شبكات اتصال فضائية عالمية يتم توزيعها على الطائرات بواسطة أجهزة الاتصال التي تتضمن تقنية «واي فاي 802,11 بي» (Wi-Fi 802,11). وتتضمن قائمة هذه الشركات «لوفتهانزا» و«الخطوط الجوية اليابانية» و«الخطوط الجوية الإسكندنافية» و«أول نيبون أيرويز» و«الخطوط الجوية الصينية» و«الخطوط الجوية السنغافورية». ومن المتوقع أن تقوم «بوينغ» بتزويد ما يتراوح بين 4000 إلى 4800 طائرة من بين 12000 طائرة قيد الخدمة بخدمة الاتصال اللاسلكي في غضون السنوات العشر القادمة. كما وافقت «لجنة الاتصالات الاتحادية» (FCC) على نشر هذه الخدمة. وأضاف: «بات من الضروري استخدام وسائل الاتصال اللاسلكي في الرحلات الجوية بالرغم من عائق الارتفاع الذي يبلغ 30000 قدم, حيث أصبح استخدام هذه الأجهزة المحرك الأساسي في الأعمال والحياة اليومية. ويسرنا في شركة «انفوتوسيل» اعتماد هذه التقنيات لما تتيح من فرص كبيرة أمامنا لتطوير أعمالنا». كما أشار: «يجري حالياً العديد من النشاطات من أجل مواكبة ثورة الاتصالات اللاسلكية في الرحلات الجوية التي تضيف عنصراً جديداً لأساليب الراحة المعتمدة في الطائرات وبتكلفة مدروسة. وتحرص شركات الطيران على تزويد كافة طائراتها بالأنظمة اللازمة لتتيح لمسافريها استخدام هواتفهم النقالة طوال وقت الرحلة من بعد أن ثبت أنه لا يوجد علاقة بين استخدام الهواتف الخليوية أو الأجهزة التي تعتمد تقنية «واي فاي» على الأنظمة الملاحية للطائرة أثناء الرحلات الجوية». وكان منع استخدام الهاتف النقال أثناء الرحلات الجوية مبنياً على مخاوف نظرية. أما في الوقت الحالي, فثبت أنه لا ينجم أي تأثير على أنظمة الاتصال التي يعتمدها الطيارون للتواصل مع أبراج المراقبة في حال استخدام أجهزة الاتصال اللاسلكي من قبل المسافرين. ويتزايد عدد شركات الطيران التي ترغب في تبني البنى التحتية اللازمة التي تتيح استخدام الهواتف النقالة في الطائرة من قبل المسافرين. وعن أسباب عدم انتشار هذه الخدمة حتى الان يقول «يعتبر العائق الأساسي حالياً هو التكلفة المرتفعة التي يتطلبها تزويد الطائرات بالمتطلبات اللازمة التي تسمح باستخدام الهاتف النقال والوصول السريع إلى شبكة الإنترنت من خلال الهواتف المثبتة على خلفية المقاعد في الطائرة. ومن المؤكد أن هذه التكلفة المرتفعة ستنخفض عندما تنتشر هذه التقنية ويزيد عدد مستخدميها».