لعلها مناسبة أن يبعث هذا المقال برسالة تلفت الأنظار لكيانات مؤسسية هامة لم تسخر لها الإمكانات الكافية التي تجعل منها أداة فعالة في تحقيق التنظيم لسوق الأعلاف في المملكة بما يحقق التغلب على الشدة المذكورة وهذه الكيانات هي (الجمعيات التعاونية) التي تخضع لرقابة ورعاية من الدولة ممثلة في وزارة الشئون الاجتماعية. لقد ألح في مجلس الجمعيات التعاونية السعودية حنين مسئوليته أمام الله ثم أمام هذه الجمعيات التعاونية ورسالتها وتقدم مطالباً بحصر توزيع الأعلاف في تلك الجمعيات وأسس برنامجاً لتوزيع الشعير وطالب بحصره من خلالها وهبت كل الجمعيات مستبشرة ومباركة لهذه اللفتة من هذا المجلس التي ترمي عليه همومها. وعقد المجلس ورشة ودعا لها أكثر من 45 جمعية تعاونية لاطلاعها على آليات التعامل في توزيع الشعير واستماع المجلس لملاحظات ومطالب ووجهات نظر مسئولي هذه الجمعيات وبعد إتاحة الفرصة لمداخلات كانت في مجملها تؤكد على أنه لا يوجد مشكلة في الالتزام التام بالمشاركة في البرنامج وتنفيذه طبقاً لإرادة الدولة ممثلة في أجهزتها المعنية لكن كانت هذه المداخلات تؤكد على ضعف قدرة الجمعيات المالية وإنها في حاجة للدعم المالي اللازم الذي يمكنها من القيام بهذه المهمة وكانت كل المداخلات تقر وتتعاطف مع حجم المعاناة التي يعانيها المستفيد النهائي من مربي الماشية والبادية في طول البلاد وعرضها. وليعلم من لا يعلم بأن الماشية والبادية في طول البلاد وعرضها تعاني الأمرين وتتعايش على الدوام مع هاجس لا ينقطع صليله من بؤس قلة الحيلة في التعامل من حين لآخر مع واقع وفرة وندرة وتحكم للتجاوزات على إرادة النظام من أناس لا يردع في نفوسهم الأمارة بالسوء إلا هذا المطلب الذي سأسجله على الملأ براءة للذمة. أصالة عن نفسي أقول أما آن الأوان أن يعي الجميع بأهمية (الجمعيات التعاونية) في جعلها تمثل شبكة واسعة الانتشار في البلاد تقدم الخدمة المناطة بها ولقد حانت الفرصة التي تحقق هذه الغاية من خلال هذا البرنامج بقيادة مجلس الجمعيات التعاونية في مهمة التوزيع الحصري للأعلاف بشكل عام في الجمعيات التعاونية وجعل الجمهور المستفيد من هذه الخدمات ينعم بالطمأنينة ويتحرر من صليل هاجسه المزمن وقد أتى الوقت المناسب الذي تقدم الدولة دعمها المالي الاستثنائي المباشر لجميع الجمعيات المشاركة في هذا البرنامج وكذلك دعم المجلس نفسه حتى يتمكن من أن يكون الجهاز الضابط لجميع عمليات جميع الجمعيات في هذه المهمة، الآن يأتي الدعم السخي الكريم في محله ويؤتي ثماره وأنا على ثقة بأن الأيام ستطالعنا بأنه قد نشأ لدينا جهاز مدني كفء يتحمل المسئولية ويعتمد عليه في إدارة وتفعيل خدمات مباشرة للجمهور مدعومة من الدولة وإنه إذا ما قدم دعم مالي فوري لهذا المجلس وهذه الجمعيات في هذا البرنامج الطموح الذي سينظم هذه المهمة تنظيماً مهنياً عالياً ويقطع الطريق إيجاباً على كل من تسول له نفسه التلاعب والعبث بحقوق البلاد والعباد، لكن هذا التنظيم المنضبط يتطلب مالاً يصرف على ضبطه وتأمين قدراته وما 3 ملايين ريال تقدم دعم لكل جمعية تأسس وتطور نقاط توزيعها وتكون جهاز نقلها الخاص وتتدرج في تكوينه الذي يساعدها على تأمين الجدوى الاقتصادية لخدماتها و10 ملايين ريال للمجلس إلا مدعاة لخلق الإبداع رغماً عن أنفه وتحقيق النجاح الجذري والنظام في هذه المهمة الواجبة ويتطور جهاز مدني منظم من عدة منظمات قادر وفعال لديه الاستعداد للقيام بالمهام متى ما طلب منه ذلك بما يحقق كل المصالح على حد سواء. * المدير التنفيذي لجمعية القمح التعاونية بالمملكة