تتزايد التوقعات حول مواصلة ارتفاع أسعار الذهب بعد تضامن العوامل المستفزة للطلب والتي استندت إليها بعض البنوك والمؤسسات المالية العالمية في تقاريرها التي تتنبأ باستمرار الصعود لأرقام أعلى رغم الارتفاعات السابقة التي جعلت سعر الأونصة يتخطى حاجز 1500 دولار. حيث توقع بنك ساراسين وصول أسعار الذهب إلى 1650 دولارا مع بداية 2012، إلا أن البنك السويسري كان متفائلا في تقريره عندما توقع الوصول إلى هذه المستويات خلال الربع الثالث من العام الجاري. وبررت بيوت الاستثمار هذه الدراسات بارتفاع الطلب من البنوك المركزية والمستثمرين العالميين بالإضافة إلى أزمة الديون الأوروبية والقلق حول تقلص التصنيف الائتماني للولايات المتحدةالأمريكية، كما أن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي سيعطي الذهب دعما إضافيا. ويبقى الذهب الملاذ الآمن للاستثمارات التي تبحث عن القيمة الحقيقية في ظل المخاطر التي لاتلبث أن تطفو على السطح مكونة عوامل ذعر اقتصادي في أسواق المال والبيئة الاستثمارية ليعود الذهب إلى الساحة تتخطفه الأموال الهاربة مما يقلل فرص الحصول عليه بقيمته السابقة ليبدأ مسلسل السباق مع الزمن لاقتنائه في القيمة الحالية قبل أن يتضاعف السعر. في هذا السياق ذكر أحمد بن محمد العثيم، مستثمر في سوق الذهب، أن ما تشهده الساحة الاقتصادية حاليا من اختلال بالعملة بات عاملا مساعدا للرجوع للمعدن مع التخوف من تقلبات الأسواق، مفيدا أن هذا المفهوم لا يقتصر على رجال الأعمال والأثرياء فقط بل امتد إلى الكثير من البنوك. وأشار إلى أن القفزة السعرية التي انتابت الذهب بداية من 420 دولاراً في أغسطس 2005 إلى 1000 دولار في فبراير 2008 كان إشارة قوية على استقبال العالم لأزمة مالية جعلت البنوك ورجال الأعمال يلجؤون له، مضيفا "وما نشهده في الفترة الحالية من ارتفاعات أوصلت سعر الأونصة إلى 1520 دولارا يوضح أن هناك تخوفات من أزمات مالية ولم يعد للعالم إلا اللجوء للذهب مرة أخرى". وأفاد العثيم أن توقعات دور الاستثمار تشير إلى مزيد من الارتفاعات في الأسعار في ظل التحليلات الأساسية والفنية المدعومة بعدة أسباب أهمها تقلص الثقة في العملات الورقية كمخزون، وأزمة الغذاء التي بدأت تلوح بالأفق بالإضافة إلى عجز الدول عن سداد ديونها والتي تتزايد يوماً بعد يوم. كما لم يستثن العثيم الفضة من الاستفادة من هذه الأحداث ومحاكاة أسعار الذهب لوجود من لا يستطيع دفع قيمة الذهب من جهة وعدم توفر الذهب بشكل دائم من جهة أخرى، والذي بدورة أيضاً له تأثير فعال على ارتفاعه. في المقابل أوضح خالد العويمر أحد تجار الذهب في المملكة، أن التوقعات تتزايد حول ارتفاع الذهب ووصوله إلى مستويات أعلى، مفيدا أن التقييم في الفترة الحالية من بيوت الاستثمار يتراوح ما بين 1700 إلى 2000 دولار للأونصة مدعوما بالأوضاع العالمية والأزمات التي تعزز التوجهات إلى هذا المعدن. وأوضح أن الإقبال على هذا المعدن من قبل المستثمرين يأتي من مقولة أن الذهب العملة التي لا تموت مع إمكانية البيع في أي لحظة مع توفر الطلب، مؤكدا على أن ارتفاع الأسعار يعد أمراً صحياً للمستهلك خصوصا وأنه يشتري معدنا ثمينا قابلا للزيادة.