لم يعد من الضروري البحث عن أقوى رجل في التاريخ ( مثل شمشون في التراث العبري، وهرقل العظيم في التراث الإغريقي، وعنترة بن شداد في التراث العربي ).. ففي أيامنا هذه تملك معظم الدول أبطالًا وأقوياء ومنافسات خاصة للقوى البدنية الخارقة.. ففي أكثر من مناسبة رأيت رجالا يرفعون السيارات بأيديهم ، ويوقفون الشاحنات بأسنانهم ويكسرون صفائح الرخام "بضربة كراتيه".. وقبل فترة بسيطة قرأت خبراً عن رجل كيني يدعى "نجير كاركينا" يؤدى أعمالا خارقة على مسارح وساحات الدول الأفريقية منذ ثلاثين عاما.. وتشمل عروضه حمل السيارات والنوم تحت الشاحنات، وكسر المسامير بأسنانه والسير ببراميل ضخمة لعدة أمتار ... !! أما في فرنسا فيوجد رجل يدعى جان بولتر يؤدي عرضا مخيفا لا يكاد يتقنه غيره . فهو يستلقي على ظهره ويربط كل طرف من أطرافه الأربعة بجواد قوي. وعند لحظة معينة تؤمر الجياد بالانطلاق في كل اتجاه تحت لهيب السياط . وبفضل قوته الخارقة يستطيع منعها من التحرك تماما (علما أن هذه الطريقة كانت تستعمل لتمزيق الكافرين في العصور الوسطى)!! أما بطل الرمح الألماني أدولف لويتسوف فلديه طريقة عجيبة لإثبات قوة ذراعه ؛ فهو يقف على بعد سبعة أمتار من أي شجرة ثم يرمي باتجاهها (يورو معدني) فيغرزه عميقا في جذعها لدرجة يصعب إخراجه بدون "إزميل" !! أما الأمريكي جون جانون فيتمتع بذراعين خارقتين تتيحان له فصل حذوة الفرس الى قسمين وحني قضبان السكة الحديد بشكل U ورفع 357 كلغم بإصبع واحدة !! وفي ولاية ماساتشوستس يعيش رجل يدعى جون ووتن قد يكون فعلا أقوى رجل في عصرنا الحديث.. فهو يؤدي عروضا خارقة يصعب تصديقها لولا أنها تجري أمام الجماهير وكاميرات التلفزيون . ففي عام 2009 مثلا منع طائرتيْ ركاب ضخمة من التحرك للأمام بشد كل طائرة بيد . كما سحب قطارا يزن 280 طنا لعشرة أمتار، وقاربا في نهر المسيسبي يسير بعكس التيار. ورغم أنه تجاوز سن الخمسين إلا أنه استطاع مؤخرا جر 23 رجلًا بأسنانه، ورفع ثلاثة أفيال بشد حبل موازنة ضخم !! .. وكما أن هناك عروضاً للتسلية والاستعراض هناك منافسات رياضية ومسابقات رسمية لتسجيل الأرقام القياسية ؛ ففي كل عام مثلا تجري مسابقة دولية بين أقوياء العالم (تدعى Strongest man competition) يتم فيها تحطيم الأرقام القياسية في حمل الأثقال ورمي الأوزان ودحرجة كرات حجرية ضخمة . كما يتم في هذه المسابقات حمل السيارات وسحب الشاحنات وكسر الأخشاب وليّ القضبان ورفع الصخور الضخمة... وكان ماجنوس فيرماجنوسس (من إيسلندا) قد فاز بهذه المسابقة لثلاث سنوات متتالية (94،95، 1996) محققا بذلك رقما قياسيا على مستوى العالم . كما يعد الفنلندي جوكو أهولا (الذي فاز بالمنافسة عامي 97 ، 1999) مميزا بوجه خاص في حمل السيارات، ودفع الشاحنات لمسافات طويلة !! ... بقي أن أشير إلى ملاحظة عجيبة بخصوص جنسيات الفائزين في هذه المسابقات ؛ فمن الملاحظ أن بطولة العالم للأقوياء تكاد تنحصر دائما بين الشعوب الاسكندنافية (فنلندا وإيسلندا والسويد والنرويج).. وهي دول تشتهر بوجه عام ببرودة المناخ وضعف الشمس واستهلاك كميات كبيرة من الأسماك - والأهم من كل هذا انحدار أهلها من قبائل الفايكنج العظيمة!! ... ومايبدو لي أن الهنود هم من يقفون على طرفيْ نقيض من الشعوب الاسكندنافية من حيث القوة العضلية والقدرة البدنية... وأقول هذا عطفاً على عدم فوزهم بأي ميدالية مهمة في أي منافسة أولمبية (رغم عددهم الكبييييير)!!!