توقعت مصادر نفطية أن تسرع شركة أرامكو السعودية في إنهاء إجراءات طرح بناء محطة لتوزيع المنتجات البترولية المكررة تخطط لإنشائها في الشعيبة على بعد 220 كلم إلى الجنوب من مدينة جدة بتكلفة تقدر بحوالي 2.25 مليار ريال، وذلك بهدف تعزيز إمدادات المواد البترولية المكررة إلى المنطقة الجنوبية الغربية من المملكة ولمواكبة تسارع الطلب المحلي على المحروقات وزيادة طاقة تخزين البنزين والديزل وزيت الوقود وتأمين المحروقات للمناطق البعيدة من مراكز توزيع المواد البترولية المكررة. وأشارت المصادر إلى أن أرامكو السعودية تتجه إلى طرح بناء المحطة نهاية العام الحالي أمام القطاع الخاص للاستثمار بنظام (بناء وتشغيل وتحويل) "BOT" لمدة 22 عاما، بالإضافة إلى 3 سنوات مدة البناء وهو إجراء تتخذه أرامكو السعودية لأول مرة بهدف إتاحة الفرصة أمام القطاع الخاص للمشاركة في تطوير الصناعات البترولية وتعزيز دوره في التنمية الوطنية الصناعية ودعم الشركات السعودية للمساهمة في المشاريع النفطية الكبيرة التي تساهم في نقل وتوطين التقنية وفتح آفاق جديدة من الفرص الوظيفية لشباب الوطن. ونقلت المصادر أن محطة التوزيع بالشعيبة سوف تشتمل على مرافق تتضمن محطة بحرية ومخازن لتخزين حوالي 400 ألف برميل من الجازولين والبنزين والديزل، حيث سيتم تزويد المحطة بهذه المنتجات المكررة عن طريق البحر من مصفاتي ينبع وبترورابغ، لموجهة الطلب المحلي على المشتقات النفطية بالمنطقة الجنوبية الغربية من المملكة والحد من حركة الصهاريج التي تنقل المنتجات النفطية عبر الطرق البرية في الوقت الراهن. ويرجح أن تبدأ شركة أرامكو السعودية بطلب العطاءات لهذا المشروع الحيوي بعد الانتهاء من الرخص المطلوبة من الجهات الحكومية ذات العلاقة والتي ربما لا تستغرق وقتا طويلا لما تحظى به أرامكو من دعم لمشاريعها التي تصب في مصلحة تنمية الوطن ولأهمية هذا المشروع على مستوى المشاريع التطويرية الصناعية التي تضيف إلى الناتج الوطني. يشار إلى أن الطلب المحلي على الطاقة من المتوقع أن يرتفع من حوالي 3.5 ملايين برميل يوميا في 2010 إلى 8.3 ملايين برميل في عام 2028م، بحسب تصريحات المسئولين بشركة أرامكو السعودية، بيد أن الشركة قادرة على توفير هذه الكمية من خلال طاقتها الإنتاجية المحلية، وكذلك من خلال حصصها في المشاريع المشتركة خارج المملكة. ويتوقع أن يساهم ارتفاع إنتاج الغاز الطبيعي في مواجهة أي طلب على مصادر الطاقة، حيث من المؤمل أن يرتفع إنتاج المملكة من الغاز من مستوياته الحالية البالغة 10.2 مليار قدم مكعبة يوميا إلى 15.5 مليار قدم مكعبة يوميا بحلول عام 2015م مع بدء الإنتاج من الحقول الجديدة التي يجري تطوريها في الوقت الحالي. من جهة أخرى حامت أسعار النفط قرب مستوياتها التي كانت عليها منذ بداية الشهر الحالي بحدود 98 دولارا للبرميل لخام ناميكس القياسي بالأسواق الأمريكية و118 دولارا للبرميل لخام برنت في الأسواق الأوروبية وسط أنباء متضاربة حول وتيرة انتعاش الاقتصاد العالمي الذي لا يزال يترنح بسبب تبعات الأزمة المالية العالمة، والذي بات من الصعب التنبؤ بموعد انقشاعها بصورة نهائية. وعززت أزمة الديون في بعض دول منطقة اليورو من أسعار الذهب الذي صعد أمس الجمعة بخطوة هزيلة لم تتجاوز 4 دولارات في بداية التعاملات الصباحية ليصل إلى 1532 دولارا للأوقية.