قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير امس الخميس أنه لن يشارك في محادثات سلام خارجية لحل صراعات داخلية بعد انفصال جنوب البلاد مطلع الأسبوع القادم. لكنه اشار الى أنه سيتوجه الى جنوب السودان لدى استقلاله يوم السبت وقال أنه يتطلع الى علاقات ودية مع خصمه السابق في الحرب الأهلية. ومن المقرر أن يعلن الجنوب استقلاله يوم السبت. وتم التصويت لصالح الاستقلال في استفتاء أجري بموجب اتفاق للسلام أبرم عام 2005 بين شمال السودان وجنوبه. وقال البشير في ولاية النيل الأبيض بوسط السودان خلال كلمة بثها التلفزيون أنه سيتوجه الى جوبا عاصمة الجنوب خلال يومين للتهنئة بالدولة الجديدة وليعبر عن أمنياته بالأمن والاستقرار. وأضاف أنه يتطلع الى علاقات ودية مع الجنوب لكن على كلتا الدولتين عدم التدخل في الشؤون الداخلية للأخرى. ومضى يقول أن الشمال منح الجنوب دولة كاملة غنية بالنفط وكل ما عليه هو تشغيل المحرك. وحذر البشير من أن الشمال لن يجري المزيد من المحادثات الخارجية بشأن حل الصراعات الداخلية مثل العنف في ولاية جنوب كردفان التي يقاتل فيها الجيش السوداني جماعات مسلحة متحالفة مع الجنوب. واتفق زعماء شمال السودان وجنوبه يوم الإثنين في اثيوبيا على مواصلة المحادثات بشأن عدد من القضايا التي يحتاج الجانبان الى حلها مثل إنهاء التوتر في جنوب كردفان. وقال البشير أن بعد ما حدث من "خيانة في جنوب كردفان" يريدون إجراء محادثات، لكن الشمال لن يجري أي محادثات في اديس أبابا او غيرها مع من يحملون السلاح. وتابع قائلا: إن شمال السودان لن يوقع المزيد من الاتفاقات الدولية بعد أن يوقع اتفاقا للسلام في وقت لاحق من الشهر الحالي مع مجموعة صغيرة في إقليم دارفور بغرب البلاد الذي يشهد تمردا. من جانب آخر أكدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية حرصها على دعم المفاوضات المرتقبة بين شمال السودان وجنوبه لتسوية المسائل المعلقة بينهما في إطار تنفيذ اتفاق السلام الشامل (اتفاق نيفاشا) لعام 2005، وأعربت عن استعدادها للتعاون مع الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيجاد) وكافة الأطراف الإقليمية والدولية في سبيل إنجاح هذه المفاوضات تمكيناً لدولتي السودان من توجيه جهودهما نحو التنمية والاستقرار. يأتي هذا التأكيد فيما أعلنت الجامعة مشاركتها في فعاليات الإعلان عن استقلال جنوب السودان والمحدد لها يوم غد السبت، وذلك تلبية لدعوة وجهها سيلفا كير، رئيس حكومة جنوب السودان، إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، الذي قرر إيفاد الأمين العام المساعد للجامعة السفير محمد الخمليشي، لتمثيله في هذا الحدث الهام. من ناحية أخرى قالت الأممالمتحدة الخميس أن أكثر من 2300 سوداني من الجنوب قتلوا في أعمال عنف للمتمردين وحوادث عنف قبلي هذا العام، وذلك في تذكير بحالة انعدام الأمن التي تعيشها المنطقة قبل أيام من انفصال جنوب السودان. وأظهرت أرقام الاممالمتحدة أن أكثر من 500 شخص قتلوا في الاسبوعين الاخيرين من يونيو حزيران في زيادة كبيرة في عدد قتلى العنف الذي أعلن في منتصف يونيو أنه بلغ 1800. وقالت ليز جراند كبيرة مسؤولي الشؤون الانسانية في الاممالمتحدةبجنوب السودان للصحفيين أن معظم القتلى في الآونة الأخيرة سقطوا في حوادث تتعلق بهجمات لسرقة ماشية بمنطقة بيبور في ولاية جونقلي المنتجة للنفط بالجنوب.