بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره وقبل عام وبالتحديد في يوم الخميس الموافق 1/7/2010 فقدنا رجلاً عظيماً هو الشيخ والد الجميع أحمد دخيل الحميدان رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ونور عليه في قبره وفتح له باباً إلى الجنة وجعله الله في الفردوس الأعلى، لقد كان رحمه الله رجلاً كريماً، طيباً، حنوناً، صابراً، محتسباً، يحب الصغير والكبير وكان من أهل الخير وأهل الخير يحبهم الله ويحبهم الناس، كان يبحث عن الفقراء والمحتاجين في كل مكان، ومن كرمه أنه أمضى سنين عديدة وهو يترك باب بيته مفتوحاً لمن أراد أن يدخل في ضيافته وكان حريصاً على قضاء حوائج المسلمين والوقوف معهم، وكان يحرص على قراءة القرآن في كل وقت خاصة في يوم الجمعة وفي شهر رمضان، ويختمه عدة مرات وكان شديد الحرص والاهتمام بالمسجد المجاور لبيته وما ينقصه من اصلاحات واهتمامه بتبخيره وتعطيره بأنواع البخور والعطور، في أكثر أوقات الصلاة وفي كل أيام الجمع من كل اسبوع كان لا ينسى أقاربه، يصلهم ويسأل عنهم «رحم الله والدنا رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وغسله بالماء والثلج والبرد ونقاه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس» رحل عنا رحمه الله فقد كان بحق رجلاً استطاع أن يبني لنفسه أعلى الدرجات بتواضعه وأخلاقه العالية وكان صبوراً على كل شيء وعلى مرضه فعندما يسأله أحد عن صحته يجيب وهو على فراش المرض بالحمد الله طيب طيب إن شاء الله، كان يفرح عند نجاح ابنائه أو أبنائهم وكانت له أيادٍ بيضاء تصل بالخفاء إلى مستحقيها وكان شديد الحرص على عدم ذكرها رغبة في الأجر من الله، لقد كان يحب أن يفرح الأطفال الذين حوله وذلك بجلب الحلوى لهم كلما خرج من المنزل وعاد، ليرسم الفرحة على وجوههم وكان الأطفال يستبشرون بقدومه حين يعود إلى البيت ولم يعد يوماً إلى منزله ويده خالية وان دل هذا على شيء فإنما يدل على كرمه وحبه للصغار وادخال البهجة والسرور في نفوسهم، لم يشعروا ابنائي بأنه في يوم من الأيام كان جداً لهم بل كان أكثر من أب، نسأل الله العلي القدير ان لا يحرمه الدعاء من جميع أحبابه وخاصة يوم وفاته والصلاة عليه في ساعة مباركة وجمعة مباركة وهي وقت لتحري الاجابة فغفر الله لك والسلام عليك سلاماً لا لقاء بعده في الدنيا واننا على فراقك لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا عز وجل (إنا لله وإنا إليه راجعون) فلن ننساك ما حيينا ان من أعظم أنواع الفقد على النفس فقد الطيبين مثله لقد كان يقابل الإساءة بالاحسان من كل إنسان، لقد رحل وترك أثراً كبيراً في قلوب محبيه فمهما كتبنا عنه فلن نوفيه حقه لأنه ملأ بحبه كل القلوب من كبير أو صغير ولن ننساك ما حيينا وأخيراً نقول: لقد انطفأ نور كبير في أسرة الحميدان وعزاؤنا لأبنائه وبناته وأبنائهم جميعاً وأن يسيروا على خطاه في عمل الخير والدعاء له في كل وقت «اللهم ثبته على القول الثابت وأن يأنس في قبره بعمله الصالح رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وأن يجعل ما ألم به تكفيراً وليس له منا إلا الدعاء بالرحمة والمغفرة وأن يجمعنا الله به في دار كرامته وأن يجعله الله في الفردوس الأعلى وفي أعلى عليين، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.