قال تعالى في محكم التنزيل (كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون) .. فهذه سنة الله في خلقه.. حياة ثم موت فبعث ونشور ليوم الحساب يوم يجازى كل بما عمل.. فالسعيد من يرحل بزاد من التقى .. سليم الصدر راجيا عفو ربه ومغفرته ورضوانه .. امتشق القلم وما أجمل أن تمتشقه وتسله ولكن في غير هذا الموضع.. أمسك بالقلم لأرثي فقيدة ولا كالفقيدات امرأة ولا كالنساء.. إن الكلمات لتخرج بصعوبة وجهد جهيد .. فهو خبر شل القدرة على التفكير وحبس الأنفاس لفراق امرأة بمكانة الدكتورة هيلة بنت محمد البليهد ( مديرة التطوير الإداري في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ) التي انتقلت الى دار المقام والخلود يوم الاربعاء 13 رجب.. الحزن يعتصر القلوب والعيون تذرف الدموع والأكف ترتفع الى السماء ضارعة بإسباغ رحماته على الفقيدة الغالية.. أثر غيابها لاتستوعبه العبارات ولا الكلمات .. فذكراها ستبقى خالدة مابقيت الحياة بسيرتها العطرة الطيبة.. رحلت لكن جذوة خصالها لازالت تشتعل.. فمن تعيش من اجل الآخرين وتعمل لهم ولأجلهم.. تبقى روحها ترفرف بينهم.. تغرقهم حبا وحنانا وتغدق عليهم مثلا وقيما.. وإن تفارقت الأبدان وتباعدت الأماكن.. الفقيدة عرفتها عن قرب بعلاقة دامت لثلاثة أعوام كانت نعم المربية والأخت والصديقة نتبادل مشاعر التقدير والأخوة والصفاء والنقاء.. تعلمت الكثير على يدها وتأسست على تفانيها وحبها للعمل وإخلاصها في المساهمة بتطوير الجامعة بكل الوسائل حتى آخر لحظة من حياتها.. مارست حياتها العملية والعلمية بتخطيط واع وإعداد جاد.. قريبة دائما من الموظفات حريصة على دعمهن والأخذ بيدهن تكافئ المجتهدة وتحفزها.. وتشجع المقصرة وتوجهها.. لاتدخر جهدا في السعي لتحقيق رغبة المحتاجين بقلب مفتوح ونفس رضية.. انها بحق قلب كبير تجاوزت نبضاته الحانية وإسهاماتها ومبادراتها كل الحدود. إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنّا على فراقك يا هيلة لمحزونون.. مهما سطرت الأقلام عن الفقيدة ومهما أريقت الأحبار عن مآثرها فلن نفيها حقها من الشكر والثناء والعرفان لما قدمته في حياتها العملية فهي فوق وصف الواصفين.. ففي سيرتها العطرة فليقتد المقتدون.. رحم الله الدكتورة هيلة وأسكنها فسيح جناته.. عزائي لذويها ولأسرة الجامعة.. سائلة الله ان يلهمهم الصبر والسلوان على فقدها.. اللهم اغفر لها وعافها واعف عنها وأكرم نزلها ووسع مدخلها واغسلها بالماء والثلج والبرد.. ونقها من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.. {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)..