لقد اطلعت على تساؤلات الأستاذ علي بن محمد الوهيبي التي أوردها ضمن مقاله المعنون بأسئلة للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني والمنشور بعدد (15676) ومن حق الأستاذ علي ومن حقنا طرح الأسئلة حول أداء المؤسسات الحكومية وخصوصاً تلك التي لها التصاق مباشر بمستقبل أبنائنا وبناتنا. سأطرح هنا عددا من التساؤلات التي تدور في خلدي وخلد كثيرين من أبناء هذا الوطن ولعلي أجد الجواب الكافي من قبل معالي محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني. اطلعت مؤخراً على إعلانات توضح المؤسسة من خلالها عن خطتها لتطوير المعاهد المهنية إلى معاهد صناعية ثانوية!! التعجب الذي أسوقه هنا وبالتأكيد أنه يعتري كثيرين غيري ان هذه المعاهد الفنية كانت قبل بضع سنوات معاهد ثانوية صناعية وتجارية وكان خريجوها على درجة عالية من التأهيل العلمي والمهني، وفجأة تلغى هذه المعاهد - وبدون دراسات علمية - وتحول إلى معاهد مهنية!! أنا اسأل هنا ما المسوغ أساساً للإلغاء الذي حدث لهذه المعاهد قبل سنوات؟ وما ذنب خريجي المعاهد المهنية خلال السنوات التي تلت هذا الإلغاء؟! ولماذا تأتي المؤسسة الآن وتوحي للغير عن استحداثها لهذا النوع من المعاهد من خلال استخدام مصطلح تطوير مع ان هذه المعاهد كانت موجودة أساساً كما بينت مسبقاً. تساؤلي الثاني يتعلق بالموارد البشرية داخل المؤسسة وسياسة عدم المحافظة على الكوادر البشرية ذات التأهيل العلمي والمعرفي والمهني. فهل يعي المسؤول ويدرك معنى ان يتسرب ما يزيد على 120 شخصاً من حملة الدكتوراه من المؤسسة ليتجهوا إلى قطاعات تعليمية وتدريبية أخرى؟! ما سبب هذا الهروب (اسمحوا لي بهذا المصطلح فلم أجد له بديلاً)!! أذكر ان إحدى القنوات الفضائية الإخبارية قامت قيامتها عندما استقال منها واحد أو اثنان من مذيعيها، بينما مسؤولو المؤسسة هنا لم يحركوا ساكناً والتزموا الصمت (كعادتهم) إلاّ في مناسباتهم الإعلامية!! أما ثالث ما أتمنى ان أجد الإجابة عنه فهو ذو صلة بالسابق. حيث ان حملة الماجستير يعانون الأمرين داخل هذه المؤسسة، فلا هي التي سمحت لهم بمواصلة دراساتهم العليا كحق مشروع يكفله النظام لهم، ولا هي التي وافقت على نقل خدماتهم لجهات أخرى، مما أجبر كثيرا منهم على الاستقالة!! فلماذا يلقى هؤلاء هذه المعاملة؟! برنامج التدريب العسكري المهني وما أدراك ما برنامج التدريب العسكري المهني! هذا البرنامج الذي بدأت به المؤسسة قبل عدة سنوات مع عدد من القطاعات العسكرية وأنا هنا اسأل عن مكابرة المؤسسة في استمرار هذا البرنامج رغم فشله الذريع، ولكم ان تسألوا العاملين في معهد التدريب العسكري المهني في القصيم عن معاناتهم حتى هذا الوقت! فقد تسرب منه جميع الطلاب واستعد المعهد للاغلاق ما حدا بالمؤسسة إلى نقل مدربي هذا المعهد (عنوة) إلى نظيره في خميس مشيط الذي لا يختلف عنه فهو يضم كذلك عشرات المدربين بينما طلابه لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليدين!! لماذا كل هذا الهدر المالي؟! من سيعوض الطلاب عن السنوات التي ضاعت منهم في هذه المعاهد؟! لماذا لا تعترف المؤسسة بأخطائها بدلاً من المكابرة.