ألقت أزمة الأسمنت في منطقة عسير بظلالها على الحركة العمرانية في المنطقة وألهبت حدة الخلافات والشكاوى والمنازعات بين الملاك والمقاولين، كما استغل بعض ضعاف النفوس هذه الأزمة للبيع في الخفاء بأسعار مرتفعة وابتكار أساليب وحيل للظفر بأكبر كمية ممكنة من الأسمنت. وعلى الرغم من جهود امارة المنطقة في تنظيم عملية بيع الأسمنت وكذلك الجهات الأمنية التي تستقبل شاحنات الأسمنت على مداخل المدن وتوصلها إلى مقر البيع وتشرف على التوزيع الا أن «الشق أكبر من الرقعة» فقد امتدت طوابير السيارات في مدينة أبها على مسافة تزيد على «800» متر ولثلاثة مسارات لغرض الظفر ببضعة أكياس من الأسمنت قد لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة. وفي سوق الأسمنت اشتكى عدد من المواطنين هذا الحال ويقول محمد يحيى محبوب: كما تشاهدون هذه الطوابير الطويلة جدا على الأسمنت نحن نعاني بشكل كبير من البيع ومن المخالفات حيث أن هناك عمالة أجنبية يستأجرون الشباب السعوديين لكي يشتروا لهم الأسمنت بالسعر المحدد وهو «15» ريالاً ويسلموه للأجنبي الذي يبيه ب «25» ريالاً وأكثرفي الخفاء. ويعلق المواطن أحمد محمد عسيري بقوله منذ عشرين عاما لم يرتفع سعر الأسمنت بهذا الشكل وأضاف هناك سوق سوداء للأسمنت في أبها لقد توقف العمران مع المقاولين ولديهم عقود وبها غرامات وشروط جزائية طبقت علينا بسبب وضع الأسمنت. ويقول علي عامر الحارثي هناك عمالة تبرز نفسها على أنهم أصحاب مقاولات ولكنهم ليسوا كذلك اننا نطالب الجوازات والتجارة لضبط السوق والقبض على المخالفين. ويقول جابر عيسى الوادعي: «نحن نطالب المسؤولين في عسير بحل مشكلة الأسمنت بشكل عام فهناك متعهد ملزم بتوفير «10» شاحنات أسمنت لمدينة أبها و«12» شاحنة لخميس مشيط ولكن المتعهد لم يوف بذلك ولم تصل هذه الشاحنات. عبدالله مشبب القحطاني يقول: أكثر من «700» سيارة ومنذ عدة أيام تصطف على الطريق مقابل الحصول على بضعة أكياس واضاف: نحن من سكان حي الموظفين ولنا موقف خاص يباع فيه الأسمنت وله متعهد ولكن منذ ما يزيد على شهر لم يرد للموقف أي شيء حتى الآن ونضطر للذهاب إلى أبها من أجل الحصول على الأسمنت ونحن في حيرة حيث اننا مطالبون بسرعة إنهاء أعمال البناء للحصول على قروض صندوق التنمية العقارية. وبدوره يؤكد المواطن عبدالله علي عسيري أن هناك مستودعات سرية يجلب لها الأسمنت ب «15» ريالا عن طريق الأجانب وتباع هناك بأسعار تتراوح بين «30 - 35» ريالا للكيس الواحد. ويتساءل يحيى عسيري عن أسباب المشكلة في مصانع الأسمنت في الجنوب ويقول أين المتعهد لأبها وخميس مشيط والقرى والضواحي وهل يلحق الأسمنت بالحديد والشعير في مشاكله. ويتناول الحديث المهندس رضوان الرضوان وهو تركي الجنسية ويقول لقد نشأت مشكلة كببيرة بيني وبين صاحب العمل بسبب ارتفاع أسعار الأسمنت وعدم تواجده بالسوق وهناك شكاوى وصلت إلى الحقوق المدنية بسبب ذلك وهناك رجل أعمال ومقاولات اضطر لشراء كيس الأسمنت الواحد بقيمة بلغت «40» ريالا. وبعد فلا تزال أزمة الأسمنت تلقي بظلالها على الحركة العمرانية في المنطقة حيث اضطر الكثير إلى التوقف عن البناء حتى تنفرج الأزمة وهناك من ينتظر ليومين أو ثلاثة للظفر بأي كمية من الأسمنت لانهاء أعمالهم في البناء. ويتطلع الجميع من مواطنين ومستهلكين إلى سرعة انهاء هذه الأزمة وضخ كميات أكبر من الأسمنت إلى الأسواق ليواكب الحركة العمرانية السريعة التي تشهدها منطقة عسير.