يُصور الشاعر الكبير عبدالله بن محمد السياري في رائعته الجديدة (خاتمة خير) المرحلة الحاسمة في حياة الإنسان، مرحلة الهرم والمرض والضعف والانتقال من حركة الحياة وصخبها إلى سكون الموت .. حين يتعرى المرء من كل شيء إلا من رصيد أعماله الصالحة والخالصة لوجه خالقه جل وعلا: يا غافلٍ عن ظلمة اللحد والضنك نومتك طالت والمنايا مغاوير غافل ومندوب القدر ما غفل عنك والخيل تحذا لك عليها مشاهير إعمل ترى الدنيا للأعمال كالبنك ما حاشته يمناك تلقاه توفير دامك نشيط فكل حيٍ إيعاينك وإن طحت فالمظما وطتك المظاهير المال ليشان العمل ما يزيّنك يا من قضى عمره بجمع الدنانير إزبن على الله عن ذنوبك يزبّنك ما غير رب الكون للمذنب امجير سبّح وهلّل واطلب الله إيأمنك دامك على وجه الوطى ترج السير ترى الكبر هو والمرض ليتوطنك أقرشت مثل الدلو في جمة البير وطحته على جنبك تبي من يعاونك ما عاد بك نجعه ولا عاد بك خير وأوحيت من شِين الحكي ما يجننك كلٍ يولّم لك حلوف ومعاذير وشبابك اللي فالمواقف يمكّنك أقفى كما قفّت زهور النواوير وشانت علومك وأنت شنته وشيّنك عند الربع قولة هلا للمسايير ما ينفعك مالك ولا طيب معدنك إلا العفو من مالك الملك والخير اليوم عَزّيته صديقك وحزّنك شوف الدموع اللي تهامل شخاتير وباكر يعزّا بك حبيبك وموطنك ومالٍ جمعته راح للجرو والطير أطيب عيالك يجتهد لجل يدفنك للعج من ضرب المساحي معاصير ورزّوا عليك من اللبن ما يبينك نصايبٍ تركز سواة النواعير وصرته لحالك بين الأموات مسكنك أنت وعملك ويا عسى الخاتمة خير نهار ثالث باللحد وسط مدفنك الدود فوق ارموش عينك طوابير أنا أدري إنك ما تبي من يفطّنك عندك خبر بالسالفه بس تذكير عسى الولي عند المحاسب يلقنك حجتك ويبشّرك بأحلا التباشير رحماك ما شيءٍ فعلته خفا عنك يا من بعلمه كلشن صار ويصير العفو يا مولاي والمغفرة منك زحزح عبيدك عن لهيب السواعير يا رب زحزحنا عن النار والضنك يا من يجير ولا عليه أحدٍ ايجير