يأخذ الفريق النصراوي الحيز الأكبر من مساحات البرامج الرياضية التي تعج بها الفضائيات اليوم، ويتردد اسم النصر وإدارته ومسؤليه ولاعبيه أكثر من منسوبي الأندية الأخرى، ومن يتابع ما يخصص من مساحة لمناقشة أوضاعه يظن أن الفريق هو بطل الدوري أو المنافس على كل البطولات، أو على الأقل فقد ألقاباً كان حققها الموسم الماضي ليشكل ردة فعل عنيفة جماهيريا يتعامل معها الإعلام بواقعية لشعبيته الكبيرة؛ غير أن ما يحدث اليوم يتجاوز مناقشة الأوضاع إلى خروج عن النص، وانحراف عن مبدأ الرأي المجرد الناقد المعزز للإيجابيات، الكاشف للسلبيات، والمؤسف أن لا يستفيد النصر من هذا الضوء الإعلامي المركز نحو شؤونه، ليجير لمصلحته بطرح بنَّاء يوصل الرسالة السامية للإعلام الرياضي النزيه المستقل الذي يطرح رؤى مثالية مبنية على معلومات صحيحة غير ملفقة، وما يعيشه النصراويون اليوم لا يخرج عن تصفية حسابات، ولعب على وتر الجماهير الغاضبة من محصلة صفرية لرصيد البطولات المحلية الأربع. أحدثت إدارة النصر نقلة مهمة الموسم الماضي وظهرت بوادرها نهاية العام 2010 بعد أن جلبت مدربا أورجوانيا مميزا ولاعبي خبرة وعناصر شابة وأجانب ساعدوا الفريق على حصد معظم نقاط الدور الثاني وتحقيق مركز متقدم؛ لكن العمل الإيجابي لم يستمر، وتمثلت المعاناة مع البدء في اتخاذ قرارات غير صحيحة الصيف الماضي حول الجهاز الفني واختيار العنصر الأجنبي وما تبعه من مشاكل مالية أشعرت المتابع بأن الإدارة منشغلة في علاج مستحقات مدربين وكيفية التخلص من لاعبين أجانب قبل نهاية الفترة الشتوية التي كان النصر أكثر حاجة من غيره لترتيب أوراقه فأغلق الباب بالتعاقد مع المهاجم الكويتي بدر المطوع فقط من أصل أربع تغييرات مفترضة كان يجب أن تتم لإثبات الرغبة في معالجة الخطأ والقوة المالية التي تنقذ ما يمكن إنقاذه قبل دخول معترك دوري أبطال آسيا. حبكة القرار المفقود في النصر هو من قاده للابتعاد عن المنافسة على البطولات، والمسؤولية في ذلك تتحملها الإدارة برئاسة الأمير فيصل بن تركي وكل من يعمل معه، وأعتقد أن من يسل سيفه تجاه أحد المنتسبين لها ويتجاوز عن الآخرين كمن يذر الرماد في العيون، ويشوه الحقيقة التي تؤكد أن الرئيس الذي حُمل على الأعناق ووصف ذات يوم ب (كحيلان) نتيجة عمل سنة واحدة يجب أن يُنتقد اليوم فهو من قبل مشورة التعاقد مع المدرب الإيطالي زينغا وأهمل دعوات التحذير منه، وما تبعها من اختيارات غير موفقة للأجانب حمَّلت النصر الديون، ودمرت كل ما بني نتيجة قرار. أما سلمان القريني الذي يجد هجوما لاذعا خارجا عن المألوف معززا باتهامات غير مثبتة، ويحمَّل وحده المسؤولية فلدي قائمة بأخطائه الإدارية التي يجب أن تعالج، أبرز هذه الأخطاء على السطح سوء النتائج، وطالما ساءت النتائج وخرج الفريق دون بطولة فسيطغى النقد السلبي على كل شيء. النصر بحاجة لمناقشة أوضاعه بهدوء بعيدا عن الأمور الشخصية والأهداف الأخرى، والإدارة كذلك مطالبة بالاستفادة مما حدث، وتغيير طريقة عملها بدأ من المستشارين الذين أوقفو مسيرة التطور وأدخلوه في ورطة الديون!!