رغم التطور الذي تشهده حالياً قناة روتانا خليجية وما تحصل عليه من تقدير من قبل المشاهد السعودي خاصة والخليجي عامة, بفضل جديدها المتميز من البرامج الاجتماعية والرياضية والمنوعات والمسلسلات, والذي جعلها تتبوأ مركزاً متقدماً في سلم المنافسة الفضائية. رغم ذلك.. إلا أنك حين تشاهد أربعة أشخاص يلتفون حول طاولة دائرية وكادرا عفا عليه الزمن يمتهنون "القهقهة" الفارغة في برنامج "ابتسامات" فلا تملك إلا الاعتراض على إتاحة الفرصة لكل من هب ودب لكي يعرض علينا "نكاته السمجة". البرنامج يستضيف أربعة "كوميديانات" سعوديين؛ على رأسهم "لورانس العرب" المغضوب عليه من الشعب السعودي بسبب سقطاته و"تفاهاته" التي قدمها في غرف البالتوك ونال بسببها شهرة كبيرة لكنها من ذلك النوع السلبي الذي تلاحقه "اللعنات" و"الشتائم"!؛ ومع أنه أعلن "توبته" عن هذا النوع "الساقط" من النكت, إلا أنه لم يدرك أن هذا النوع تحديداً هو سبب شهرته وانتشاره بين الناس, والوقاحة والبذاءة وقلة الأدب كانت بوابة عبوره إلى الشهرة, ولو تركها لما أصبحت له قيمة تذكر!, لأنه في الحقيقة ليس "كوميدياً" ولا "مُضحكاً" ولا يمتلك "خفة الظل" التي يحتاجها الكوميديان الحقيقي, ولعل هذا ما انكشف في برنامج "ابتسامات", حيث ظهر "لورانس" بشكل مُتكلف ومُصطنع وثقيل على عين وسمع المشاهد. وعكسه كان الضيف الثاني "صالح الزراق" الكوميديان بالفطرة وصاحب الأسلوب "الفريد" في سرد الحكايات والمواقف ب"كوميدية" لا مثيل لها, تُجبر الجميع على الضحك, والذي يملك شعبية كبيرة تمكّن من بنائها بأدب واحترام للمجتمع منذ أن انتشرت جلساته عبر أشرطة الفيديو في منتصف التسعينيات, وقد بلغ مستوى احترام الناس له أن أصبحوا يدعونه إلى مناسباتهم الاجتماعية ليُحييها بالضحك والابتسامة والفرح. التاريخ المميز لصالح الزراق جعلهُ مطلب الجمهور في كل مكان, وقد كان الأولى بإدارة روتانا خليجية أن تُخصص له برنامجاً مستقلاً, أو أن تجعله البطل الوحيد لبرنامج "ابتسامات", لأن الجمهور الباحث عن الضحك لا يريد إلا هو, ولا ينتظر إلا نكاته ومواقفه الطريفة, ولا يريد لورانس ولا بقية الضيوف "ثقيلي" الدم و"الطينة", الذين لاحظ الجميع كيف يحرصون على مقاطعة "الزراق" كثيراً كي لا يستحوذ على الحلقة ويسحب الأضواء من تحت أقدامهم. إن ما نأمله من روتانا خليجية أن تعمل على تطوير هذا البرنامج كي يكون مواكباً لبرامجها الرائعة الأخرى ولكي يكون لائقاً للعرض في القناة التي أصبحت اليوم من أكثر القنوات انتشاراً بين الجمهور السعودي.