في حراج "الرخوم" يعود ابو خالد إلى بيته في"المعيقلية" وسط الرياض، هذه الأسرة الصغيرة المكونة من أبو خالد التاجر البسيط الذي لا يعرف قيادة السيارة"الموتر", تعرف ابو خالد على شخص يدعى"ابوتانكي"متمرس في قيادة السيارة, اتفق معه ان يقود السيارة بمقابل مادي. ابو خالد يستغل بعض الأوقات للعودة إلى بيته في"ضحى" كل يوم، أم خالد في تلك الاثناء تحتضن "الوجار" وتدق القهوة بيد "النجر" الأناء المصبوب من النحاس يستخدم لطحن القهوة والهيل بوسلية "الدق" ليخرج رنين موسيقي يستلطفه الجميع. تنتهي أم خالد من غلي القهوة، يدخل زوجها أبو خالد يُسلم ويسحب المركأ "ليقابلها ويرمي شماعة بجانبه" هي تغلي القهوة وعلى يسارها "الكمار" لتجلب الهيل لتضيفها على القهوة. ام خالد, تنظر إلى زوجها باستغراب, وتحرك النار في عمق "الوجار", فجأة تقول: عسى ماشر يابو خالد.!, عسى منت تعبان والا فيك شيء مكدر خاطرك. يعدل جلسته ليقابلها, وينظر إلى الابريق الذي فاح ليظهر زبد الماء, في هذه الاثناء, قال: والله اني حاس يام خالد, ان ابوي تعبان, ولازم نسافر. ام خالد: وش تحتري طيب, هذا ابوك الله يصلحك, وانا قايلتن لك, خله يجي فيذا, قريب للدختور, بس انت.! نهض ابو خالد وقال: تولمي وخلي العيال يجهزون العفش, ترا الطريق طويل علينا. في تلك الاثاء خرج ابو خالد لحراج الرخوم يبلغ سائقه "ابو تانكي" عن الرحلة الطويلة ويجهز السيارة بعد صلاة العصر, وأم خالد تجمع اغراضها من اكل وخبز في "سحارة" برتقال, وملابس اولادها في حقيبة كبيرة. بعد صلاة العصر إذ ابو تانكي يقف بالسيارة امام البيت -وهي شاحنة صغيرة "شفر موديل" قديم مطوي عليها شراع لوقاية الركاب في الخلف, يركب الابناء ووالدتهم, اما ابو خالد فقد ركب في الامام مع السائق, ينطلقون إلى الهفوف عبر خريص وصحراء الدهناء, فجأة الابناء يغنون باعلى اصواتهم ويضربون على الحديد: "يابو تانكي - دوس دوس- الله يجيب لك عروس", ابو خالد منهم يستمع إلى الراديو يقلب الموجات بين "إذاعة لندن وصوت القاهرة". ابو خالد يحدث ابوتانكي: "الله يسلمك, شف لنا مكان, نريح فيه, ونفرش فرشنا, ننوم لين الفجر ونكمل طريقنا", ابو تانكي: "سم طال عمرك, بس خايف نغرز, ترا الدهناء رمال متحركة". ابو خالد "توكل على الله" في هذه الاثناء, تسقط الشاحنة في رمال الصحراء, محاولات ابو تانكي في انتشالها, لم تفد!. ابو خالد: "اجل خلنا نحول عفشنا ومراقدنا, ونرقد, ولين صلينا الفجر, يحلها فكاك العقد". نامت ام خالد مع اطفالها, في الشاحنة خوفاً من الزواحف, وابو خالد مع رفيقه السائق ابو تانكي في مكان آخر على الرمال. الليل كان طويلاً على ابو خالد وام خالد وكل منهم يفكر في اتجاه آخر, هو يفكر ماذا حل بوالده, وهي تنظر إلى السماء تطلب الرحمن بخلاصهم من حصار الرمال على الشاحنة. فجأة..ابو خالد يسمع صوت من عواء ذئب من بعيد, ينهض سريعاً يوقظ ابو تانكي, ويصعدان في مقدمة الشاحنة, الا ان ابو تانكي له رأي آخر, قال: "الله يطول في عمرك, ورا ما نولع النار, من بعيد, ونفتك, مدام معنا حطب, ترا الذيابة تخاف من النار" ام خالد وابناؤها في خلفية الشاحنة, لايمنع الذئب من افتراسهم الا شراع مطوي, الابناء يرتجفون خوفاً, والدتهم بصوت عال: "يابو خالد, ترا الذيب قريب, حولوا قبل ما يوصلنا. يتبع