استبشر أصحاب المتاحف الخاصة بمنطقة تبوك بقرب انتهاء معاناتهم الطويلة للحفاظ بما لديهم من إرث ثقافي وتراثي تكون على مدار عشرات السنين، والتي ضمت محفوظات أصبحت ذات قيمة أثرية هامة وجاء هذا الاستبشار بعدما استطاعت الهيئة العامة للسياحة والآثار أن تدخل أصحاب المتاحف الخاصة ضمن ركب الحركة السياحية المتسارع الخطوات حين نظمت لهم الهيئة ملتقى في مدينة الرياض ومنحت لهم تصاريح نظامية. وأوضح "عوضة الزهراني" -صاحب متحف الكناني بتبوك- أنّ أصحاب المتاحف الخاصة هم أشخاص هواة جمع التحف القديمة والمقتنيات التاريخية وخاصة ما يتعلق بالتراث المجتمعي، وتأصلت هذه الهواية لدى البعض إلى درجة الالتحام الشخصي مع تلك المواد والبحث المضني عن تلك القطع التراثية ذات المعنى الخاص في حياتهم وغايتهم، ولذا فإنهم كونوا كنوزاً ذات قيمة، وهؤلاء المهتمون بجمع التراث أصبح واضحاً مدى محبتهم الكبيرة لما يقومون به ومعرفتهم الدقيقة بتفاصيل تلك المقتنيات وارتباطهم الشديد بهذه الهواية المتعبة والممتعة في آن واحد. وبرز في منطقة تبوك كما يؤكد ذلك مدير فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار "ناصر بن أحمد الخريصي" عدد من المهتمين بجمع التراث وكونوا متاحفَ خاصة في تبوك وتيماء وأملج والديسة وضمت متاحفهم مئات المقتنيات الأثرية والتراثية، وهم يعتبرون عنصراً فاعلاً في النشاط السياحي بالمنطقة الذي يمتلك مقومات متنوعة ومتعددة. وأكد عدد من المهتمين بجمع التراث أنّ العديد منهم انسحب من هذه المهنة في الفترة الماضية بسبب عدم تقدير الآخرين لما يقومون به من حفظ وعناية لمفردات تراثية مهمة، كما واجه البعض منهم أسئلة استفزازية عكست عدم الرضا والقناعة بما يقومون به من عمل تجاه هذا التراث، كما كان يرهقهم الإنفاق المتواصل على شراء القطع التراثية من مالهم الخاص من باب الهواية على حساب كثير من مصالحهم الخاصة نتيجة للحرص الشديد والمحبة المفرطة لهذا الأمر، ويجمع هولاء الهواة حالياً انّ هذه الظاهرة الإيجابية في مجتمعنا جاءها الفرج بعد أن وضعتها هيئة السياحة في دائرة الضوء خلال ملتقى أصحاب المتاحف الخاصة الذي عقد مؤخرا بالرياض. متحف الكناني بتبوك وأشار "فهد الفجر الصعب" -صاحب متحف خاص بتيماء- إلى أنّ العمل على رصد هذه المتاحف الخاصة وتسجيل مقتنياتها ورصدها في قاعدة متخصصة للبيانات يمكن الرجوع إليها والتعرف على القطع وأماكنها؛ ليسهل تبادلها وشراؤها وإهداؤها، وهذا التوثيق الشامل للمتاحف الخاصة سيؤدي إلى نتائج إيجابية كثيرة تخدم العمل المتحفي مستقبلاً خاصة، وأن هذا الموضوع يحظي باهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والاثار، المعروف بحرصه المتميز لخدمة التراث والآثار والمتاحف. ووصف الملتقى بانه حقق التواصل بين أصحاب هذه الهواية، وكان مهتمون قد طالبوا سابقا بتنظيم ملتقى سنوي تحت إشراف الهيئة العامة للسياحة والآثار، وجاء ملتقى صحاب المتاحف الخاصة ليجتمع فيه المهتمون بالمتاحف الخاصة لتبادل الرأي والتشاور والحصول على المعلومات والخبرة ونقل همومهم واحتياجاتهم إلى المسئولين للعمل على تحقيقها. وتمنى "أبو مهدي الحويطي" أن يكون للمتاحف الخاصة مكانة في مجتمعنا تتناسب مع دورها التاريخي في حفظ التراث الوطني، وطالب "عبد المعطي السناني" -صاحب متحف خاص باملج- أن يكون هناك مكان مناسب في كل مدينة ليكون مقراً لهذه المتاحف يكون ضمن هوية كل مدينة تشرف عليه الأمانات والبلديات وتنظمه الهيئة العامة للسياحة والاثار.