الحمدلله الذي جعل الحياة حق والموت حق، وفي يوم الأربعاء 25/05/2011م ، فقدت الساحة الاقتصادية شخصية تجارية أسست وأسهمت إسهاماً نوعياً في اقتصاديات هذا البلد ، وفي الوقت الذي بدأت فيه المراحل الأولى لتجارة الجملة في تجارة الغذاء والكماليات بالمملكة، والذي كان أحد قادتها المكافحين الأبطال هو الشيخ علي بن عبيد بن عمر بلشرف رحمة الله عليه. لقد عرفت هذه القامة الفارهة منذ بداية التسعينيات الهجرية وأنا في بداياتي التجارية، بل تعد هذه القامة الأستاذ والمربي بعد والدي رحمة الله على الجميع ، فمنذ أن كنت في العاشرة من عمري ومعي أخي محمد ونحن برفقة والدنا عند الذهاب إلى هذا الشيخ الجليل لشراء ما يحتاجه متجرنا الصغير الواقع في شارع السبالة ومن ثم في حي قري سلمان – غرب شارع عسير بمدينة الرياض - ، لقد نهلت من المرحوم العديد من الأفكار والرؤى، واكتسبت الخبرة في آليات التعامل وطرق البيع والشراء، فقد كان مثالاً يحتذى لي ولغيري من التجار المبتدئين آنذاك، بل كان القدوة والأنموذج للعديد من تجار الغذاء في ذلك الوقت. فعندما يرحل الكبار فإن الخطب يكون كبيراً كما هي قامتهم، فالخطب على قدر القامات، ورحيل أحد مؤسسي تجارة الغذاء في هذه البلاد بلا شك تعد خسارة كبيرة ولكنها الحياة لا تبقي على أحد، والخير مع البركة تأتي بإذن الله على أيدي أبنائه البررة ( عمر وعبد الله وخالد ومحمد وحسام ) ليكملوا مسيرة هذا الأب المربي القدير. كما لا يفوتني في هذا المقام أن أدعو بالصحة والعافية لشقيق المرحوم الشيخ/ عمر بن علي بن عبيد بالشرف الذي كان ملازماً للمرحوم وكان نعم الرفيق للجميع. وعزاؤنا للجميع في وفاة المغفور له بإذن الله تعالى.