جاء في تقرير لوكالة الأممالمتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن قطاع غزة يدخل اليوم الثلاثاء عامه الخامس من الحصار الإسرائيلي البري والجوي والبحري الكامل بينما يعاني من بطالة معدلها 45.2% وهي واحدة من أعلى مستويات البطالة في العالم. ووجدت الوكالة أن الأجور الحقيقية انخفضت بحلول النصف الثاني من عام 2010 بنسبة 34.5% عما كانت عليه في النصف الأول من 2006 عندما فرضت إسرائيل عقوباتها بعد أن فازت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في انتخابات تشريعية فلسطينية، وتقول الأممالمتحدة إن الحصار الكامل بدأ بعد ذلك بعام، وقال كريس جانيس المتحدث باسم الأونروا "هذه اتجاهات مثيرة للانزعاج ... واللاجئون الذين يشكلون ثلثي سكان غزة البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة هم أكثر المتضررين"، ويزيد عدد سكان غزة عن 1.5 مليون يعيش معظمهم بطول ساحل القطاع المطل على البحر المتوسط والممتد 40 كيلومترا. وقال جانيس "من الصعب فهم منطق سياسة من صنع الإنسان تتعمد إفقار عدد كبير من الناس وتقضي على مئات الآلاف من الأشخاص القادرين على الإنتاج بالعيش في فقر مدقع"، ولا تزال إسرائيل تحاصر غزة وتتحكم في تدفق الواردات وتقصر دخول سكانها للمناطق الإسرائيلية على الحالات الإنسانية العاجلة في الأساس لمنع نشطاء حماس من الحصول على أسلحة أو متفجرات أو ذخيرة، وخففت إسرائيل قبضتها بعض الشيء قبل عام تحت ضغوط دولية لتسمح بدخول مزيد من السلع التجارية للقطاع وبعبور ما يصل إلى 400 شاحنة محملة بالسلع من معبر كرم أبو سالم يوميا، وتوفر وكالة الأونروا إمدادات غذائية ومدارس للاجئي غزة، ولا يوجد بالقطاع مطارات أو موانيء يمكن استخدامها في الشحن. وفي الآونة الأخيرة طلبت الأممالمتحدة من الدول إثناء الجماعات المؤيدة للفلسطينيين عن كسر الحظر بحرا فيما يسمى بأساطيل "المساعدات الإنسانية الدولية" والتي تقول إسرائيل إن لها دوافع سياسية، وخفت الضغوط في غزة منذ الانتفاضة المصرية التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك هذا العام وما أعقبها من تغيير في السياسة المصرية يتيح الآن فتح معبر رفح الحدودي الجنوبي يوميا أمام حركة المدنيين وإن لم يكن أمام التجارة، لكن الأونروا قالت في تقريرها إن سكان غزة ممن هم في سن العمل (أي من تزيد أعمارهم عن 15 عاما) زاد 2% في النصف الثاني من عام 2010 عنه في النصف الأول من العام مما زاد من الطلب على فرص العمل التي تبددت في ظل الاقتصاد المنهار. وهناك ذكرى أخرى تحل هذا الشهر في القطاع وهو أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط على أيدي نشطاء من حماس في عملية عبر الحدود قرب معبر كرم أبو سالم في 25 يونيو 2006، حيث أنه محتجز في مكان غير معلوم منذ خمس سنوات رغم إجراء مفاوضات سرية بين الحين والآخر لإطلاق سراحه مقابل الإفراج عن مئات الفلسطينيين الذين يقضون أحكاما بالحبس في السجون الإسرائيلية.