يعاني ساكنو المدن الكبرى اليوم من اختناق سكاني وعمراني أفرز العديد من المشاكل لعل من أبرزها زيادة الطلب على الخدمات، غلاء الأسعار، زيادة المشاكل الاجتماعية والأمنية، الضغط على المرافق العامة، الازدحام المروري، والتلوث البيئي الحضري. إن تكدس المشاريع التنموية بالمدن الكبرى أدى لزيادة النمو السكاني والاتساع العمراني بتلك المدن وحرم المدن المتوسطة والصغيرة من فرص التنمية، وبقراءة سريعة للنتائج الأولية للتعداد العام للسكان والمساكن للعام 1431ه، نجد أن مدينة الرياضوجدة والدمام زاد معدل النمو السكاني فيها بما يقارب ال 4-5%، عن آخر تعداد سكاني للمملكة في 1425ه، أي أنه على الرغم من الدعم التنموي والتوسع الايجابي لقطاعي التعليم والصحة خصوصاً على مستوى المدن المتوسطة والصغيرة، من خلال إنشاء ورفع كفاءة عدد من المستشفيات الموجودة بتلك المدن، وإنشاء جامعات وكليات جامعية بها، إلا أن المدن الكبرى مازالت تستقطب أعدادا مهولة من السكان وما زالت تنمو نمواً مضاعفاً. مما يستدعي أهمية تفعيل الإستراتيجية العمرانية الوطنية والبدء بتنفيذ المخططات الإقليمية للمناطق لتخفيف الضغط التنموي على المدن الكبرى، وتشجيع الهجرة العكسية إلى المدن المتوسطة والصغرى، واتباع منهجية أكثر شمولية للبنية الإدارية التنموية للمناطق من خلال التوجه نحو الإدارة المحلية كأداة فاعلة في العملية التخطيطية والتنموية لتحقيق التنمية الشاملة والمتوازنة والمستدامة, وذلك بدراسة العلاقة بين الخطط العمرانية وإدارة التنمية العمرانية من خلال دائرة التأثر أو المحيط المحدد لآليات عمل التخطيط للتنمية العمرانية ودور التخطيط في إدارتها وتحقيق أهداف خططها التنموية وتحويلها إلى مشاريع تنفيذية تستفيد منها كافة المدن. * متخصص في التخطيط العمراني