سينزل إلى الأسواق يوم الرابع عشر من شهر يونيو الجاري الجزء الثاني من مذكرات الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك تحت عنوان « الزمن الرئاسي». وهو مخصص إلى السنوات التي قضاها الرئيس السابق في الحكم أي من عام 1995 إلى عام 2007. ويتطرق جاك شيراك في هذا الكتاب إلى كواليس السلطة في عهده ويدلي رأيه في شخصيات كثيرة هامة شاركت معه في الحكم أو عرفها خلال تلك الفترة. وكان كثير من الفرنسيين ينتظرون ما يقوله الرئيس الفرنسي السابق عن الرئيس الحالي « نيكولا ساركوزي». وواضح مما يذكره الأول عن الثاني أن العلاقة بينهما لم تكن جيدة لاختلاف مزاجيهما. وهو ما لا ينكره الرئيس السابق الذي حز في نفسه كثيرا أن لا يذكره خلفه في الخطاب الذي ألقاه يوم السادس من شهر مايو 2007 عند استلام مقاليد السلطة. ومع ذلك فإن الرئيس الفرنسي السابق يظل في مذكراته ملتزما بعدم التعليق على الطريقة التي يتعاطى من خلالها نيكولا ساركوزي مع السلطة انطلاقا من موقع الرئاسة. وهناك أسباب كثيرة تقف وراء هذا الموقف منها أن برناديت شيراك زوجة الرئيس الفرنسي السابق تعد بحق من المدافعين عن ساركوزي قبل وصوله إلى سدة الحكم وبعد فوزه في أعقاب الانتخابات الرئاسية الماضية. ومن الشخصيات الفرنسية التي يثني عليها الرئيس الفرنسي آلان جوبيه رئيس الوزراء السابق ووزير الخارجية الحالي. وكان شيراك يصفه من قبل أنه « أفضل « الشخصيات التي كانت لدى حزب « التجمع من أجل الجمهورية « والذي قام على أنقاضه الحزب الحاكم اليوم. وقد بقي شيراك متمسكا برأيه فيه واصفا إياه في مذكراته بأنه « مرهف الحس بشكل معمق». وأما دومينيك دوفيلبان رئيس الخارجية السابق فيقول عنه شيراك إنه رجل المهمات الصعبة في إشارة غير مباشرة مثلاً إلى الخطاب الشهير الذي ألقاه في الأممالمتحدة قبيل اجتياح العراق عام ألفين وثلاثة. والملاحظ أن الرئيس الفرنسي السابق كان من أشد المعترضين على عملية الاجتياح هذه.