أكدت مصادر دبلوماسية تركية امس أن إقامة منطقة عازلة على الحدود التركية السورية لمواجهة تدفق الأعداد المتزايدة من النازحين السوريين هروبا من القمع والعنف في بلادهم، هو خيار مطروح على أجندة تركيا. وقالت المصادر إن تركيا أعدت لاستقبال 10 آلاف لاجئ سوري، ولا ترغب في استقبال أكثر من هذا العدد ، ولا يمكنها أيضا تتحمل الأعباء المالية بمفردها ، ولذلك بدأت اتصالات مع المفوضية العليا لشئون اللاجئين والصليب الأحمر الدولي والاتحاد الأوروبي لمساعدتها في مواجهة موجة الهجرة الجماعية المحتملة من سوريا. وأضافت المصادر أنه إذا شهدت تركيا صورة مشابهة لصورة الهجرة الجماعية من العراق الى تركيا خلال فترة حرب الخليج الثانية حيث تدفق آلاف النازحين على تركيا فإنها ستضطر لان تشكل منطقة محايدة داخل الأراضي السورية لمواجهة الهجرة الجماعية، لكن هذا القرار وتنفيذه على ارض الواقع يحتاج لموافقة مجلس الأمن الدولي على غرار موافقته على تشكيل تركيا قوة "الكشف الجوي فى شمال العراق". وصعدت تركيا من لهجتها وموقفها السياسي ضد سوريا بعد زيادة أعمال العنف من جانب قوات الأمن والجيش السوري ضد المتظاهرين وإطلاقهم الأعيرة النارية على المدنيين دون التفرقة بين الأطفال والنساء المواطنين الأبرياء. واتهم رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان نظام الرئيس السوري بشار الأسد للمرة الأولى بالقيام بأعمال وحشية ضد المحتجين وعدم التصرف معهم بشكل إنساني، إضافة إلى تأكيد وزير الخارجية احمد داود اوغلو أن بشار الأسد لم يتخذ خطوات لتنفيذ الإصلاحات التي وعد بها، وأن وضعه أصبح صعبا. جنود أتراك يراقبون الوضع على الحدود مع سوريا (رويترز) في السياق نفسه، شكلت وزارة الخارجية التركية مركزا لإدارة الطوارئ يضم عددا من المسئولين المعنيين بالوزارات والمؤسسات الحكومية المعنية بالموضوع لمتابعة جميع التطورات التي تشهدها سوريا. الى ذلك ارتفع عدد السوريين الفارين من أعمال العنف في بلادهم إلى تركيا إلى أكثر من 4300 شخص. وذكرت وكالة الأنباء التركية "الأناضول" امس استنادا إلى تصريحات دبلوماسي بارز ان أنقرة مستعدة لاستقبال المزيد من السوريين وتتخذ الإجراءات الاحترازية لذلك. وأضاف الدبلوماسي أنه ليس من الممكن توقع عدد اللاجئين المحتمل قدومهم. ونقلت الوكالة عن الرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان القول إن بلاده تريد الحيلولة دون وقوع مأساة لجوء على الحدود مثلما حدث في حرب الخليج عام 1991. يذكر أن مئات الآلاف من الأكراد العراقيين فروا آنذاك إلى الحدود التركية بحثا عن الحماية. ولقي أكثر من 6 آلاف شخص حتفهم جراء الأمراض والهزال الجسدي قبل أن يتم توفير مساعدة كافية لهم.