استخدم العمال قديما في المزارع وأعمال البناء والحفر ورعي الإبل والغنم الشعر والشيلات وسيلة للتسيلة والترويح عن النفس، في أثناء العمل، كما أن بعض الأبيات الشعرية تزيد من الحماس والتفاني في العمل وبأسلوب الفكاهة في بعض الأحيان، ومن هذا المنطلق حرص العمال على حفظ الأبيات الشعرية الخفيفة والتغني بها أثناء العمل. ومن الأعمال التي شهدت ترديد الأبيات الشعرية بأصوات عذبة العمل على السواني، أو ما يعرف بالمعاويد ولها ثلاثة أوقات هي الترويحة وتكون عادة بعد حتى قبيل المغرب والتسرية، ووقتها من المغرب حتى بعد العشاء بقليل والنشرة وهي من طلوع نجمة الفجر حتى ارتفاع الشمس قيد رمح وتسمى هذه النجمة بنجمة الفلاحين يقول احد الشعراء: يا نجمة العمال قلبي شعيتيه من يوم شفتك ما هناني منامي وعندما يتبع العامل السواني فإنه ينسجم مع صوت الدراج والمحالة عندما تدور بحبل الغروب وتزعج الماء يقول الشاعر هميل بن سعيد بن هميل: يازين زعج غروبهن تالي الليل لا من شهر عمالهن بالصوت وغناه ويا زين تالي الليل صوت المحاصيل مع لجة الحادي على كل منحاة ولكل مهنة أغانيها وأشعارها ومن ذلك البحر والبحارة لهم أيضا العديد من الأغاني والألوان وغالبا ما تتناسب أغراض القصيد مع المهنة وحالة العامل. وكان الجميع وأصحاب الملك يستمتعون بأغاني العمال ويطربون لها ويرددونها معهم والموروث الشعبي يزخر بالعديد من الأشعار المغناة في الأعمال والحرف.