انتهت الثلاثاء في العراق مهلة المئة يوم التي منحت الى الوزارات لتحسين ادائها، وسط ترقب لرد فعل الشارع بعد دعوات التظاهر التي وجهت اليه، ومحاولة رئيس الحكومة اعادة صياغة مفهوم هذه المبادرة. وبدات مساء امس جلسات علنية يومية تنقل على الهواء مباشرة يعرض فيها الوزراء ومسؤولون في الوزارات تقارير عن انجازاتهم والعقبات التي واجهت عملهم خلال المئة يوم السابقة اضافة الى خططهم المستقبلية. وسيقوم رئيس الحكومة نوري المالكي بتقديم تقريره النهائي وعرضه على الشعب العراقي للمشاركة في التقييم، بعد انتهاء هذه الجلسات، التي لم يحدد عددها ولا تاريخ انتهائها. وضاعفت الوزارات العراقية خلال الاشهر الثلاثة الماضية جولاتها التفقدية الميدانية التي غالبا ما ترافقت مع تغطية اعلامية كبيرة، فيما قامت بتنفيذ مشاريع لاصلاح بعض الطرقات ووقعت عقودا لبناء مساكن جديدة، كما قامت بتوزيع الوقود على المولدات الكهربائية الخاصة بالاحياء السكنية مجانا. الا ان ايا من الوزارات لم تتمكن من ايجاد حلول لمشاكل اساسية يعاني منها العراقيون في حياتهم اليومية، وبينها النقص الحاد في الكهرباء، وكذلك الوضع الامني الذي يبقي البلاد في حالة من التاهب الدائم. وتشهد ساحة التحرير في وسط بغداد تظاهرات في يوم الجمعة من كل اسبوع لاهداف مختلفة بينها الاحتجاج على تردي الاداء الحكومي والاوضاع الامنية، والمطالبة بالاصلاح السياسي وحرية التعبير، وانهاء وجود القوات الاميركية في البلاد. وأبدى الرئيس الاميركي باراك أوباما قلقه من تدهور الأوضاع الامنية في العراق، مشددا على ضرورة حسم الوزارات الامنية وفقا للاستحقاق الذي تم الاتفاق عليه. وقلق الرئيس الاميركي نقله سفير الولاياتالمتحدة لدى العراق جيمس جيفري الى رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، اثناء لقاء جمعهما في منتجع صلاح الدين في اربيل امس. وذكر بيان صادر عن رئاسة الاقليم ان جيفري قلق الرئيس الاميركي باراك أوباما ونائبه من تدهور الأوضاع الأمنية في العراق، وتأكيده على ضرورة ملء الوزارات الامنية وفقا للاستحقاق الذي تم الاتفاق عليه. وأكد السفير الاميركي على دور البارزاني في تقريب وجهات نظر ومواقف الأطراف السياسية العراقية، للوصول الى حل سياسي وتوافقي. وافاد البيان بان "الجانبين بحثا خلال اللقاء آخر المستجدات الأمنية في العراق ومسألة استكمال الوزارات الامنية ومصير المجلس الاعلى للسياسات الستراتيجية وعملية سحب القوات الأميركية من العراق والعلاقات بين الجانبين في اطارهذا الانسحاب بالأعتماد على الاتفاق الستراتيجي بين العراق والولاياتالمتحدة". في شأن اخر قتل عنصران من الشرطة العراقية في هجوم شنه مسلحون مجهولون على سيارتهما بوسط بغداد صباح الثلاثاء. وقال مصدر أمني طلب عدم الإشارة الى اسمه "فتح مسلحون مجهولون يستقلون سيارة مدنية النار من مسدسات كاتمة للصوت باتجاه سيارة مدنية يستقلها اثنان من عناصر الشرطة لدى مرورها بشارع مطار المثنى وسط بغداد صباح امس، ما أسفر عن مقتلهما في الحال".