أظهرت دراسة لوحدة باركليز لإدارة الثروات الاثنين أن الأغنياء الذين يتخذون قرارات الاستثمار بناء على العاطفة بدلا من التخطيط الاستراتيجي يخسرون ما يصل إلى 20 بالمئة من عوائدهم على مدى عشر سنوات. وقال التقرير إن اتباع استراتيجية استثمار مسبقة يمكن أن يساعد المستثمرين على تحاشي أخطاء مكلفة مثل الشراء بسعر مرتفع والبيع بسعر منخفض عندما تمر الأسواق بأزمات. وقال جريج ديفيز مدير قسم السلوك المالي لدى باركليز لإدارة الثروات "ننصح الناس بألا يكثروا من التداولات لأنه ليس في صالحهم.. ينبغي ألا تغير الاستراتيجية إلا في فترات التفكير الهادئ. ينبغي أن تتطور (استراتيجية الاستثمار) بمرور الوقت على أن يكون ذلك بطريقة مدروسة". وقال ديفيز إن ضبط النفس يجلب النفع، مشيرا إلى أن من يلتزمون باستراتيجية استثمارية ذات هيكل محدد يكونون أكثر ثراء بنسبة 12 بالمئة في المتوسط ممن لا يفعلون ذلك. ويقوم ديفيز وفريقه من متخصصي السلوك المالي برصد وتحليل تفاعل المستثمرين مع حركة السوق ودراسة تأثير مشاعرهم على قرارات الاستثمار. وتسلط دراستهم الصادرة بعنوان "المخاطر والقواعد.. دور التحكم في صنع القرار المالي" الضوء على أن أغنياء كثيرين يودون لو أنهم يملكون قوة إرادة أكبر كيلا يحيدوا عن استراتيجياتهم الاستثمارية. وقال اثنان من كل خمسة أثرياء إنهم يودون لو خفضوا تداولاتهم والتزموا باستراتيجياتهم الاستثمارية. وتصل النسبة إلى 86 بالمئة في تايوان و70 بالمئة في هونغ كونغ. وأظهر المشاركون البريطانيون قبولا أقل لقواعد الاستثمار حيث أبدى الثلث فقط رغبة في كبح الاستثمار على أساس الحدس وهي نفس وجهة النظر التي عبر عنها المشاركون من جنوب افريقيا والولايات المتحدة وأستراليا واسبانيا. وقال ديفيز "الدول التي لها تاريخ طويل من الاستقرار الاقتصادي والتقدم المالي والتطور تكون أقل انضباطا ومن ثم أقل التزاما بالقواعد من غيرها". واستطلعت الدراسة آراء 400 ثري بريطاني وأكثر من ألفي ثري على مستوى العالم. وكشف المسح أيضا أن الحاجة إلى مزيد من الانضباط المالي تكون أشد لدى المشاركين الذين يبلغ حجم ثرواتهم عشرة ملايين جنيه استرليني (16.4 مليون دولار) أو أكثر. وقال 45 بالمئة من المشاركين في تلك الشريحة إنهم يأملون في التحلي بمزيد من ضبط النفس في القرارات المالية. وتتراجع الرغبة في مزيد من الانضباط المالي مع التقدم في السن. فأكثر من نصف من هم في سن الخامسة والأربعين أو أقل يرغبون في مزيد من السيطرة على سلوكهم المالي لكن الرقم يتراجع إلى الربع فحسب ممن هم فوق الخامسة والستين لأسباب منها "تراجع الضغوط وزيادة الرضا المالي". وفي حين يرفض المستثمرون الأكبر سنا القواعد يميل الأصغر سنا إلى تجاهل تطورات السوق كليا. ويتعمد أربعة من كل خمسة مشاركين ممن هم تحت الخامسة والأربعين تحاشي المعلومات المتعلقة بأداء السوق أو محافظهم.