إن كنتَ مهتماً أو متابعاً لما سيقدمه منتجو الأعمال السعودية في رمضان المقبل، فلست مضطراً لانتظار ما أتت وستأتي به الصحافة من أخبار حول مسلسلاتهم. إذ بإمكانك التنبؤ ومراهنة أصدقائك أيضاً حول عناوين ومضامين حلقات تلك الأعمال والتي تسمى مجازاً كوميدية، لا لكونك أصبحت مُنجماً أو ساحراً مثلاً، ولكن طريقة اجترار قضايا المجتمع ذاتها في كل مرة مع تفاوت مستوى "ذبات" وخفة دم ممثل عن آخر في التعاطي معها، هي ما تجعلك وكأنك قد وضعت جهاز تسجيل خفيا تحت طاولة ذلك المنتج وسمعت همسهُ للمخرج والبطل بفحوى مخططهم السري، وهو يشدد عليهم حول سرية ما سيطرحون خشية أن يسرق المنتج المنافس بنات أفكارهم. وهنا، يمكن أن تبادر "سكاي نيوز" أو "سي إن إن" لاستضافتك كشاهد عيان يكشف تفاصيل ذلك المخطط، وكيفية اختراقك للحواجز الأمنية المفروضة عليه. كما أنك ستخدم المنتج الآخر "خدمة العمر" وأنت تقدم له أفكار منافسه مجاناً. قل وأنت على الهواء، بأنهم كانوا يخططون للحديث عن منال الشريف تحت عنوان "منال لن تنال" وعن الثورات العربية بعنوان "زعيم في ورطة" وعن الرياضة والمنتخب بعنوان "صعبة قوية" وعن كاميرات ساهر بعنوان "عيوني سهارى".. ولا ترتبك في حال قاطعك المذيع متحاذقاً عليك، وسألك عن كيفية وصولك إلى تلك المعلومات! فقط خذ نفساً عميقاً، وقل: لقد حصلت على أسرار ذلك المخطط من مصدر موثوق، واصمت للحظات حتى يبدو وكأن البث انقطع ثم قلها بالفم المليان: "يا أخي جبتها من سوالف استراحة العيال". عزيزي المنتج، ليس بالضرورة أن "تتمسخر" على قضايا مجتمعية حتى تقدم عملاً كوميدياً. ابتكر قضية من الخيال واصنع تفاصيلها واطرحها وفقاً لقدراتك. حينها يمكن أن يصفق لك الجمهور على ما تقدم.