عندما يقترب موعد الزفاف ، ينشغل العريس والعروس عادة بالإعداد لأجمل يوم في حياتهما. غير أن هناك من ينشغلون أيضا بهذا الحدث رغم أنهم لا يمتون لأي من العروسين بصلة وهم الضيوف المزيفون. وتنتشر هذه الظاهرة في العديد من المجتمعات الآسيوية. ففي اليابان وفي القاعة التي تنتظر فيها العروس أثناء مراسم الزفاف، فإنها تتلقى التهاني من أصدقائها وصديقاتها . والعروس تبتسم وتشكر الحضور على مشاركتهم لها يوم فرحها. غير أن هؤلاء الأصدقاء "المقربون" إذا لم يظهروا في الصور التذكارية التي يتم التقاطها بهذه المناسبة ويتسللون خلسة عقب الحفل فاعلم أنهم أصدقاء "برسم الإيجار" . القريب المزيف يحفظ المعلومات الشخصية عن العروسين.. والعروس تزود ضيوفها بهدايا ليقدموها لها في حفل الزواج وتقوم شركات التأجير في طوكيو بتوفير الضيوف مقابل 200 دولار لكل ضيف، وبزيادة خمسين دولارا أخرى فأنهم يغنون أغاني تليق بالمناسبة. ويصل هؤلاء الأصدقاء قبل 40 دقيقة من موعد بدء المراسم حيث يقومون بحفظ المعلومات الشخصية عن العروس عن ظهر قلب، مثل اسمها وعمرها ومراحلها الدراسية وصلاتها الأسرية، ويقوم شخص عهد إليه الإشراف على الضيوف بتفقد هندامهم قبل أن يعطي كل واحد منهم مظروفا يحتوي على مال. هذه المظاريف تعدها العروس بنفسها ليقوم الضيوف بتقديمها لها أثناء مراسم الزفاف. غير أن الضيوف المزيفون لا يتم تصويرهم بعد الحفل حتى لا تبقى صورهم خالدة في البومات صور العروسين. إنهم يتجمعون خارج القاعة حيث يقوم رئيسهم بإعطاء كل واحد منهم مظروفا ولكن المظاريف هذه المرة تحتوي على أجورهم هم. والسبب الرئيس في اللجوء إلى تأجير الضيوف هو أن لهؤلاء القوم عددا قليلا جدا من الأصدقاء. كما أن العروس خاصة تستعين بالضيوف المزيفين عندما يتضح لها أن عدد ضيوفها يقل عن عدد ضيوف عريسها والعكس بالعكس. ومن بين الزبائن أيضا أولئك الذين يقيمون حفلات زفافهم في بقاع بعيدة عن مناطقهم الأصلية أو أولئك الذين لديهم عدد محدود جدا من المعارف بسبب بقائهم مطولا خارج وطنهم. وتقوم شركات التأجير بتزويد الزبائن بقائمة تحتوي على أسماء "الأصدقاء" وصورهم ليختاروا منها ما يناسبهم. وفي الصين ، فان معظم "الضيوف نصف دوام" من الإناث موظفات في المرافق الحكومية وتتراوح أعمارهن بين 20 و30 عاما. وبما أن حفلات الزفاف تتم في عطلات نهاية الأسبوع فإنهن يمارسن دورهن كضيوف بدوام جزئي . وعادة ما تحتدم المنافسة بين المتقدمات للعمل كضيفة. وفي هذا الصدد يقول صاحب شركة تأجير ضيوف،" إذا طلبنا 5 ضيفات فان عدد المتقدمات قد يزيد على 100" ويتراوح اجر الضيفة بين 20 ألفا إلى 30 ألف يوان. وخلال مواسم الأعراس في الربيع والخريف فانه قد يتسنى للضيوف نصف دوام أن يشاركن في مابين زيجتين إلى ثلاثة في الليلة الواحدة. واهم مواصفات الضيف أن يتحلى بالمرح وان يكون ذا وجه طلق واجتماعي وان يتعامل مع الغريب وكأنه من أقدم معارفه . ونادرا ما يلاحظ الناس أن هؤلاء ضيوف مزيفون. وفي الهند، وفي منطقة راجستان تحديدا، فان الزيجات تعتبر أحداثا عائلية غاية في الأهمية إلى حد أن قلة الضيوف قد تكون مصدر حرج كبير للغاية . ولذلك فان العائلات تستأجر الضيوف الذين يشاركون في مراسم الزفاف إما بالملابس الهندية التقليدية أو بالأزياء الغربية الأنيقة ، حسب الطلب. ويتنامى الطلب على الضيوف في الهند في ضوء تفكك الأسر الممتدة وتشتت أفرادها وانعدام التواصل بينهم بسبب بعد المسافات. ولذلك فان كثرة الضيوف في حفل الزفاف توحي للناس أن للعريس أو العروس مكانة كبيرة في المجتمع. ومن بين الضيوف الهنود المستأجرين طلاب وأطباء ومحاسبون ومهنيون وغيرهم. ويتفاوت اجر الضيف وفقا لمستوى الضيافة والأناقة المطلوبتين. فقد تصل التكلفة إلى 600 روبية لكل ضيف إذا كان ذا قامة طويلة وبنية حسنة ويرتدي بدلة أنيقة ويتقن فن الحديث. 5.