وجه مجتمع المال والأعمال ممثلاً في غرفة تجارة وصناعة البحرين خطاباً إلى الرئيس الأمريكي باراك اوباما تناول فيه حقيقة الأوضاع التي مرت بها مملكة البحرين، وما كان يجري فيها من أحداث أثرت على حياة المواطنين والمقيمين، وكبدت الاقتصاد الوطني خسائر كبيرة . وشددت الغرفة في خطابها الذي تناولت فيه الشق الاقتصادي بشكل مركز على إن القيادة السياسية في البحرين تعمل بشكل جدي ومتواصل على الإصلاح، فقد شهدت البحرين منذ انطلاق المشروع الوطني للملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين عملية إصلاح واسعة شملت مختلف نواحي الحياة، وأن هذه العملية لن تتوقف بل إن الإصلاح مستمر. وقال رئيس غرفة البحرين الدكتور عصام فخرو في الخطاب الذي ذيل بتوقيعه والموجه الى الرئيس باراك اوباما - حصلت " الرياض " على نسخة منه - إنني أخاطبكم باعتباري ممثلاً عن مؤسسة بحرينية رائدة تحظى باحترام الجميع في مملكة البحرين، وتنتهج الديمقراطية منذ تأسيسها في عام 1939 كأول غرفة تجارية في منطقة الخليج العربي، وهي تعمل على تمثيل ودعم القطاع الخاص لتمكينه من تحقيق النمو الاقتصادي، وخلق فرص العمل وإتاحة المجال لمناخ اقتصادي يتصف بالاستقرارية. وأضاف في الخطاب، تعتبر البحرين بحق بوابة لدول مجلس التعاون الخليج العربي، وتحتل موقعاً متميزاً مع قربها من أسواق واقتصاديات واعدة في المنطقة كالمملكة العربية السعودية وقطر ودولة الإمارات العربية المتحدة، وحققت الكثير من الانجازات الاقتصادية الهامة، ففي عام 2006 سجلت أسرع معدل نمو اقتصادي في العالم، وأصبحت بفضل الإدارة الحكيمة وتوجهات القيادة الاقتصاد الأكثر حرية في المنطقة العربية ومن بين الاقتصادات العشرة الأوائل في العالم، كما تتمتع بسمعة لا تضاهى في مجال الخدمات والسياحة، وتعتبر تشريعاتها الاقتصادية الأكثر مرونة في المنطقة بل في دول العالم حيث تمنح الاستثمار الأجنبي ملكية كاملة لرأسمال بنسبة 100%، مع عدم وجود أي ضرائب مفروضة على الاستثمار، وفي موازاة ذلك شهد القطاع المصرفي تطوراً كبيراً حيث أصبحت البحرين مركزاً رئيسياً للعديد من المصارف والمؤسسات المالية العالمية وحققت تميزاً كبيراً في مجال عمليات الصيرفة الإسلامية، وقد اثر ذلك بشكل كبير على مستوى المعيشة وعلى رفاهية المواطنين. وبين أن مملكة البحرين حققت طوال العشر السنوات الماضية أي منذ تولي الملك حمد انجازات كبيرة على مختلف الأصعدة وفي العديد من المجالات خاصة في مجالات التنمية والإصلاح، وقد كانت الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة خير داعم ومعين لهذه الإصلاحات، كما كانت لإدارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس التنمية الاقتصادية للملف الاقتصادي الأثر الفعال في النهوض باقتصاد البحرين عبر عملية تطوير وتحديث شاملة شملت مختلف المجالات، وتمكنت البحرين قبل الاضطرابات التي شهدتها من تحقيق انتعاش اقتصادي كبير وغير مسبوق وفر فرص عمل مجزية للمواطنين فقد حققت البحرين أدنى معدلات للبطالة من بين الكثير من دول المنطقة وأشار فخرو في الخطاب إلى الرئيس أوباما، إلى أنه لا يخفى عليكم ما مرت به مملكة البحرين من أحداث مؤسفة آلمت جميع البحرينيين الشرفاء ومن يحب هذا الوطن، فقد كان لهذه الأحداث تداعيات كبيرة على مجمل الأوضاع في البحرين سياسياً واقتصادياً واجتماعياً . وبين أن الأحداث الأخيرة سببت خسائر كبيرة جداً للقطاع الخاص البحريني الذي بدأ يتعافى تدريجياً من تبعات الأزمة الاقتصادية العالمية، حيث دعا الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين إلى إضراب عام غير قانوني شل عمل مؤسسات القطاع التجاري، وأدى إلى تعطيل مصالح الشركات وتعرضها لخسائر جسيمة، كما قام المتظاهرون بالاعتصام في مناطق وأماكن حيوية استهدفوا من خلالها شل حركة العمل والإنتاج والحياة العامة في البلاد، وتم التعدي على حقوق بقية المواطنين الذين لم يرضوا بهذا الاعتصام، وقامت الغرفة بدعوة اتحاد النقابات إلى تعليق هذه الدعوة غير القانونية ودعته إلى الحوار وحل الموضوع بصورة عقلانية تجنب البلاد والمواطنين والمقيمين المزيد من الخسائر، ولكن الاتحاد رفض هذه الدعوات. وأوضح رئيس غرفة البحرين للرئيس الأمريكي " نحن واثقون تماماً في جدية مملكة البحرين على حل كافة المواضيع والمشاكل، كما أننا مؤمنون بأن مملكتنا الصغيرة سوف تتجاوز هذه الأزمة وهي أكبر وأقوى، مؤكداً لكم في نفس الوقت تطلع قطاعات الأعمال البحرينية إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الولاياتالمتحدة وتعظيم الاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة الموقعة مع بلدكم الصديق.