أفادت وزارة البترول والثروة والمعدنية أنها غير مسؤولة عن التلوث الذي تتعرض له محافظة مهدالذهب غربي المملكة. وأكدت الوزارة التي تمثل أمام القضاء بالدائرة الثانية عشرة في المحكمة الإدارية بمحافظة جدة بعد القضية المرفوعة عليها من سكان مهد الذهب أنها قد سلمت الدراسة البيئية لكافة مناجم المملكة ومنها منجم مهدالذهب إلى الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة وهي الجهة المسؤولة عن هذا الملف. ورفض محامي سكان مهدالذهب تهرب وزارة البترول عن المسؤولية تجاه ما يحدث في محافظة مهدالذهب مبيناً أن وزارة البترول والمعادن تملك بموجب النظام حق الرقابة والإشراف على الشركة المشغلة لمنجم مهدالذهب بحسب المحامي . ووفقاً لمصادر (الرياض) فإن الدائرة الثانية عشرة في المحكمة الإدارية بمحافظة جدة أجلت للمرة السادسة البت في القضية إلى 16/7/1432ه وهي القضية التي يقف خلفها 20 ألف نسمة من سكان مدينة مهدالذهب يتهمون فيها الشركة المشغلة بمنجم مهدالذهب بالتسبب في تلوث المحافظة ومخالفتها للنظام البيئي السعودي ومستشهدين بعدد من الدراسات المحلية والعالمية التي أكدت ذلك ومحملين وزارة البترول والثروة المعدنية المسؤولية في ذلك حيث من المتوقع أن تنظر المحكمة إفادات جهات رسمية وخاصة قبل صدور الحكم. وتأتي هذه التطورات في وقت تلتزم فيه الشركة المشغلة لمنجم مهدالذهب الصمت حيال ما يحدث دون أي تصريح يوضح حقيقة الأمر للسكان. وكانت (الرياض) حاولت الدخول للمنجم غير أنها منعت من ذلك من قبل حراس الأمن الذي بينوا أن لديهم أوامر بمنع أي صحفي أو مصور من الدخول داخل المنجم. محامي السكان: لوزارة البترول سلطة الإشراف والرقابة ونرفض تهربهم من المسؤولية وكان صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة قد شدد خلال لقائه الرئيس التنفيذي للشركة المشغلة للمنجم على ضرورة التزام الشركة بالاشتراطات البيئية ومضاعفة جهودها في تطبيق أدق المعايير العالمية للبيئة، حرصا على سلامة المواطن وعدم تعرضه لأي ضرر بيئي أو صحي ناتج عن أعمال التعدين، في محيط المساكن والمصانع كالتلوث الذي لحق بمهدالذهب جراء منجم الذهب. مرادم مكشوفة بمنجم مهدالذهب بجوار منطقة سكنية ومازالت محافظة مهد الذهب غربي المملكة تشهد فصولا أكبر قضية تلوث تسبب فيها منجم مهدالذهب وهو أكبر مناجم الذهب بالشرق الأوسط بعد 8 دراسات عملية قامت بها عدة جامعات منها جامعة الملك سعود بالرياض ومموريال الكندية خلصت جميعها لتسبب الشركة المشغلة لمنجم مهدالذهب في تلوث محافظة مهدالذهب. وتعليقا على الأوضاع في قضية تلوث مهدالذهب أوضح ل(الرياض) الدكتور عبدالله الفراج عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود بالرياض ورئيس الفريق العلمي الذي اكتشف تلوث محافظة مهدالذهب أن تلك الدراسات تدعو وزارة الصحة والمختصين في الجهات الصحية لبذل مزيد من الاهتمام في الآثار غير المباشرة للربو وغيره من الأمراض المزمنة عامة التي تزداد في مهدالذهب، ومن تلك الآثار الجوانب النفسية للمريض. وكذلك الجوانب الاجتماعية والاقتصادية سواءً على مستوى الأسرة أو المجتمع بأسره. قلق يسود مجالس مهدالذهب بسبب تداعيات تلوث المنطقة وبطء التحرك لإيقافه وأكد الفراج أن من الآثار المصاحبة لعمليات التعدين نواتج طحن الصخور التي تكون في أحجام صغيرة جدا تقاس بالميكرون (أقل من 60 ميكرون)، مما يجعلها سهلة الإثارة بواسطة الرياح ما لم تعامل النفايات بطريقة تمنع من إثارتها فيبلغ ما يطحن من الصخور في منجم مهدالذهب ما بين (170-200 ألف طن سنوياً)، ترمى في مدافن تظل مكشوفة لعدد من السنوات هي عمر تشغيل المردم فإذا أُضِيفَ إلى ذلك كون المرادم بجوار المنطقة السكنية لمدينة مهدالذهب مسجلة مخالفة صريحة للنظام البيئي السعودي الذي ينص على أن تكون المرادم في مواقع بعيدة عن المناطق المأهولة بالسكان. وأضاف قائلاً: ندرك الخطر الذي يتعرض له السكان، حيث يسهل إثارة تلك المئات الآلاف من الأطنان بواسطة الرياح مما يجعل هواء مهد الذهب مشبعاً بالعوالق صغيرة الحجم والتي يصعب تجنب استنشاقها، مما يزيد احتمالية الإصابة بالربو وكذلك زيادة حالات الأزمة التي يتعرض لها المصابون بالربو. وعلى صعيد متصل سجل قسم الطوارئ في مستشفى المهد العام زيادة في معدل مراجعة الأطفال الذين يتعرضون لأزمات الربو المتكررة بسبب الغبار المتطاير من منجم مهدالذهب يومياً. وكانت مستشفيات المهد قد اكتسبت خبره في هذا الجانب أهلتها للحصول على المركز الأول في الدراسات المقدمة عن مرض الربو للبرنامج الوطني للتثقيف الصحي بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض والتي كانت بعنوان «التثقيف الصحي لمرض الربو». أجهزة لقياس تلوث الهواء تجريها إحدى الشركات لم تظهر نتائجها بعد «عدسة - مالك معيض»