أشاد وزير الخارجية البريطاني المكلف بشؤون الطاقة الدولية اللورد دافيد هاول بجهود المملكة في تعزيز أمن الطاقة العالمي، مؤكدا على أن المملكة تلعب دورا محوريا مهما في استقرار أسواق الطاقة ودعم نمو الاقتصاد العالمي من خلال المساهمة بإيجابية في التنمية وتطوير الصناعات الطاقوية بما تملكه من قدرات إنتاجية وما تتميز به من حكمة في التعامل مع القضايا البترولية بما يضمن مصالح المنتجين والمستهلكين ويحقق الاستفادة من الثروات الطبيعية في تنمية الشعوب. وشدد على أهمية توسيع الاستثمارات الطاقوية والتركيز على مشاريع تحسين كفاءة الطاقة، موضحا أن العالم يحتاج إلى استثمار حوالي 20 تريليون دولار حتى عام 2030م لتطوير مشاريع الطاقة لمواجهة تحديات نمو الطلب على مصادر الوقود، مبديا ارتياحه تجاه الخطط التي تنفذها بعض الدول الأعضاء بمنظمة الأوبك حول زيادة الاستثمارات البترولية في مشاريع الصناعات الأولية والتحويلية ومن أهمها المملكة والكويت اللتان كشفتنا عن مشاريع ضخمة لتطوير حقول نفطية ومشاريع للمصافي والصناعات التحويلية. وقال اللورد هاول أثناء حديثه في الأمانة العامة لمنتدى الطاقة بالرياض إن المملكة تعتبر قلب الإنتاج النفطي بالعالم والداعم الرئيس لأسواق الطاقة، ولا غرابة أن تحتضن منتدى الطاقة، مضيفا «نحن في بريطانيا ممتنون لهذا الدعم من قبل المملكة لهذا المنتدى الذي يساهم بفاعلية في جسر الحوار بين المنتجين والمستهلكين وتقريب وجهات النظر فيما يتعلق بالقضايا التي تهم مستقبل مصادر الطاقة»، مشيرا إلى أن أعين العالم تتركز على منطقة الشرق الأوسط والتحديات التي تواجه إمدادات النفط من هذه المنطقة بعد الأحداث المتسارعة التي تلف الأجواء السياسية والأمنية وتؤثر بصورة مباشرة في التنمية بجميع دول العالم. وأثنى على دور المملكة في الحد من تذبذب أسعار النفط من خلال ضخ كميات من النفط الخام خلال الأشهر القليلة الماضية لحفظ التوازن ما بين العرض والطلب والحيلولة دون بروز شح يؤثر على انتعاش الاقتصاد العالم بما ينعكس سلبا على حياة الشعوب في جميع بلدان العالم، مؤكدا على ضرورة تضافر الجهود بين المنتجين والمستهلكين بما يساهم في حل كثير من القضايا الاقتصادية. ولفت الوزير البريطاني إلى أن رفع الطاقة الإنتاجية ليس هو الحل الوحيد لمعالجة شح مصادر الطاقة في المستقبل وإنما يجب انتهاج أسلوب متوازن في استهلاك الطاقة كمورد محدود من خلال استخدام النفط والغاز بكفاءة وعلى نحو مستدام، والمشاركة العالمية في معالجة قضايا الطاقة التي تهم جميع الدول. وطالب اللورد هول بضرورة الحد من إعانات استهلاك الطاقة لكونها السبب الرئيس في تذبذب أسعار النفط، مشيرا إلى أنها بلغت في عام 2009م في دول العالم 312 مليار دولار، مستدركا أنه يمكن توظيف هذه الإعانات في صناديق تساهم في تنمية الشعوب الفقيرة بالدول النامية. إلى ذلك اتخذ النفط أمس الجمعة مسارا نزوليا في مستهل التعاملات الصباحية في الأسواق الآسيوية والأوروبية وسط أنباء تشير إلى أن الأوبك ستبحث زيادة سقف إنتاج النفط بما يصل إلى 1.5 مليون برميل يوميا عندما تجتمع الأربعاء المقبل في فيينا وأن النتيجة الأرجح هي أن تكون الزيادة مليون برميل يوميا مع أن هذه الزيادة لن تؤثر عمليا لكون المنظمة تنتج حاليا أكثر من سقف إنتاجها بأكثر من ثلاثة ملايين برميل يوميا.