وصف مختصون في مجال الآثار التاريخية " القطع الأثرية المعروضة في معرض "روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور" الذي يستضيفه متحف الارميتاج الروسي بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار هذه الأيام، بأنها "جميلة جداً وقيمة جداً"، كما قال زوار ومهتمون بسياحة المتاحف والآثار " إننا لم نشاهد مثل تلك المعروضات في روسيا من قبل، ومشاهدتها ممتعة لنا، خاصة وأن المعرض يعد الأول من نوعه في روسيا من حيث الأهمية والقيمة التاريخية لمعروضاته. وأكدت "نتاليا كوزولوفا " رئيسة قسم الدراسات الشرقية بمتحف الارميتاج الروسي والمشرفة على أن المعرض يمثل قيمة حضارية وتاريخية وفنية لا تُقدر بثمن. وأعربت عن سعادتها بالعمل في تنظيم معرض روائع آثار المملكة عبر العصور، ومشاهدتها المعروضات الرائعة التي يضمها المعرض، مشيرة إلى أن "القطع المعروضة وصلتنا جاهزة، وهذا سهل عملنا كثيراً، حيث قمنا بإضافة بعض الوثائق وترجمتها من اللغة العربية إلى الروسية". وحول توقعاتها بشأن الإقبال على زيارة المعرض، قالت " نتاليا كوزولوفا "، إنها تتوقع إقبالاً كبيراً من الزوار على المعرض، وخاصة في الصيف حيث تزيد أعداد السياح في مدينة بطرسبيرغ، إضافة إلى زيارات طلاب المدارس. وبخصوص دور متحف الارميتاج في التعريف بالمعرض، أوضحت أن المتحف قام بعمل إعلانات في سانت بطرسبيرغ، كما وضع معلومات عن المعرض على موقع المتحف على الإنترنت، وهناك برنامج تلفزيوني خاص عن المعرض سيتم عرضه في القناة الثقافية في روسيا. رؤية الزوار ومن جانبهم أكد زوار المعرض على أهمية المعرض ، وما يضمه من قطع ومقتنيات ذات قيمة تاريخية كبيرة تكشف عن حضارة تمتد إلى آلاف السنين، مشددين على أن هذه الكنوز والقطع الأثرية برهنت على حضارة حقيقية وعمق تاريخي للمملكة. وأبدوا إعجابهم بما يضمه المعرض من قطع أثرية لم تكن معروفة حتى الآن، وقالوا إنه يلقي الضوء على مختلف الثقافات التي تعاقبت على أرض الجزيرة العربية، مشيدين بدور المعرض في التعريف بحضارات الجزيرة العربية والبعد التاريخي والحضاري للمملكة، وخاصة أنهم لم يدركوا في السابق أن أراضي السعودية حافلة بالمعالم الأثرية والتاريخية ذات القيمة الكبيرة. ويقول "فلاديمير بوليكانوف" المتخصص في الدراسات الشرقية واللغة العربية، إنه قرر زيارة معرض روائع آثار المملكة عبر العصور فور علمه بإقامته في متحف الأرميتاج. وأضاف "قررت زيارة المعرض بصحبة حفيدي الذي طلبت منه التغيب عن الذهاب إلى الروضة للحضور معي لزيارة المعرض ، للتعرف على المملكة وحضارتها وتاريخها، وخاصة أن المعلومات عن المملكة قليلة جداً لدى المجتمع الروسي، ويصعب الحصول على المراجع التي تمدنا بالمعلومات الكافية عنها". وأوضح بوليكانوف، أن المعرض يظهر الاهتمام الكبير الذي أولته المملكة في الآونة الأخيرة لإظهار ما تختزنه أراضيها المقدسة من الآثار والحضارات، وأتمنى مواصلة التنقيب والاكتشافات حتى يتم اكتشاف المزيد من الآثار التي تلقى الضوء على حضارة وتاريخ أرض الجزيرة العربية العريق.وأكد أهمية المعرض في تقوية ودعم العلاقات السعودية الروسية، وقال "أشعر أن المملكة اقتربت من روسيا مئات الأميال من خلال إقامة هذا المعرض". وأشار إلى أنه عاش في اليمن فترة طويلة ولديه خلفية يسيرة حول حضارة الجزيرة العربية، "ولكن لم أكن أتصور أن أراضي المملكة حافلة بالمعالم الأثرية والتاريخية ذات القيمة الكبيرة، حيث كنت أعتقد قبل ذلك أن مركز الحضارات كان في اليمن، غير أنني أدركت الآن بعد مشاهدة القطع الأثرية المعروضة الثقل الحضاري والغنى التاريخي للمملكة، إضافة إلى ما تتميز به من مكانة دينية كبيرة". وتابع "وحينما اطلعت على بعض القطع المعروضة المرتبطة بالملوك اللحيانيين شعرت بأنني قد انتقلت لجمهورية مصر العربية للتقارب الواضح بين الحضارتين، خاصة أنني زرت عدداً من الأماكن الأثرية في الإسكندرية والقاهرة والأقصر، وحينما اطلعت على بعض القطع الأثرية المعروضة أدركت مدى العلاقة التي تربط بين الحضارات القائمة في شمال أفريقيا وبين أرض الجزيرة العربية". وأشاد السائح الياباني "تاكيوتي أوتا" والمتخصص في دراسة الأدب الياباني والروسي، بالمعرض ودوره بالتعريف بحضارة وتاريخ السعودية، وقال "كانت معلوماتي بسيطة جداً عن البلدان العربية ، وقد سعدت جداً بهذا المعرض لأنه عرفني على تارخ السعودية وحضارتها ودورها في التاريخ الإنساني".ويقول الشاب الروسي "باول"، إن انطباعه رائع جداً عن المعرض، "وقد أعجبت كثيراً بالمعروضات التي تعكس عمق الحضارة التي كانت سائدة على أرض الجزيرة العربية، خاصة تلك النقوش الرائعة المرسومة على الأواني، وكذلك الحُلي، ونشكركم على تنظيم هذا المعرض بهذا الشكل الجميل". أما الزائرة "جوليا" فأوضحت أن المعرض يؤكد أنه لدى السعودية حضارة جميلة ومتنوعة وثرية جداً، وهذه المرة الأولى التي أرى فيها شيئاً عن السعودية، ولقد أعجبت جداً بالمعرض والقطع المعروضة فيه، وخاصة الشواهد المرتبطة بمراحل التاريخ والنقوش والمخطوطات الدينية. ويحوي المعرض في محطته الثالثة بمتحف الارميتاج (347) قطعة أثرية، من القطع المعروضة في المتحف الوطني في الرياض، ومتحف جامعة الملك سعود، ودارة الملك عبدالعزيز، وعدد من متاحف المملكة المختلفة، إضافة إلى قطع عثر عليها في التنقيبات الأثرية الحديثة. وتغطي قطع المعرض الفترة التي تمتد من العصر الحجري القديم (مليون سنة قبل الميلاد) وحتى عصر الدولة السعودية، وقد تم إضافة (27) قطعة أثرية إلى المجموعة السابقة التي عرضت في فرنسا وأسبانيا والبالغ عددها (320) قطعة. سائح ياباني فلاديمير مع حفيده