عندما يقول الأشخاص مفرطو السمنة انهم مستهدفون من قبل الباعة في المحلات التجارية، وإن هؤلاء الباعة يعاملونهم بجفاء وقسوة وغلظة لمجرد أنهم بدناء، فإنهم لا يقولون ذلك رجماً بالغيب، وإن قولهم هذا ليس ضرباً من خيال أو مجرد أضغاث أحلام. فقد أكدت دراسة أجريت مؤخراً أن المستوقين ذوي الأوزان الزائدة يعانون من التمييز في المعاملة من قبل الباعة الذين يكونون أكثر فظاظة وغلظة ازاءهم ويتصرفون معهم بطريقة غير ودية تنطوي على ارغامهم على الإسراع في عملية الشراء. وفي هذا السياق، يتحدث ادين كنغ، وهو باحث وخريج علم نفس من جامعة رايس، فيقول: «إنه نوع من التمييز حيث يتم التعامل مع الأفراد مفرطي السمنة بمزيد من السلبية مقارنة بالأفراد ذوي الوزن المقبول طبياً. وقد اشتملت الدراسة على ارسال عشر نساء تتراوح أعمارهن بين 19 و28 سنة إلى 152 محلاً تجارياً في مركز للتسوق بمدينة بوسطون، وكن يرتدين تشكيلة متنوعة من الملابس وترتدي بعضهن ملابس خاصة تجعل من يرتديها يبدو سميناً مفرط البدانة. وفيما بعد، أشارت النساء اللاتي كن يرتدين الملابس التي جعلتهن يظهرن وهن أكثر بدانة إلى أن العاملين في المحلات التجارية لم يتعاملوا معهن بكياسة ولطف وأنهم نادراً ما كانوا يبتسمون في وجوههن. وتؤيد معطيات هذه الدراسة التجارب التي مرت بها نساء بدينات مثل كاثرين سكلتر والتي تدير مؤسسة للخدمات الاستشارية. وتستعرض سكلتر شريط تلك التجارب بقولها: «كنت ذات مرة في محل تجاري وسألت عن قسم المقاسات الكبيرة فردت عليّ العاملة بطريقة غير لائقة وكانت تشعر وكأنني قد أسأت إليها». وكان هنالك جانب مثير للفضول في دراسة كنغ ذلك أن النساء اللاتي كن يرتدين ملابس البدناء ولكنهن تناولن مشروبات مخصصة لمن يتبعون حمية غذائية معينة أو يقلن انهن يسعين إلى انقاص أوزانهن حصلن على معاملة أفضل. ويرى كنغ أن البائعين الذين يعتقدون أن الشخص مفرط السمنة يسعى إلى انقاص وزنه يشعرون بقلة الدواعي الموجبة لممارسة التمييز ضده.