لا نعلم الى متى والامانة العامة وبعض اللجان تورط القيادة الرياضية وتضعها في حرج كبير ومواقف لا تحسد عليها على الرغم من التأكيدات بوجود اللوائح ووضوحها والتأكيدات بفتح الابواب امام كل مستفسر يريد معرفة الحقيقة حول الكثير من القضايا بينما الواقع يقول العكس، خذوا مثالا يعد الاقرب، قضية احتجاج نادي الفيصلي على اشراك الهلال للاعب الوسط الروماني رادوي بحجه انه موقوف "اسيويا" وبالتالي انتقال العقوبة الى المسابقات المحلية، ثم احتجاج الاهلي على مشاركة مهاجم الشباب عبدالعزيز السعران في كأس الابطال، لم نجد من "يجيب العلم"، الامانة العامة بالاتحاد السعودي لكرة القدم التي يفترض ان تكون لديها الاجابة النهائية ظلت غائبة عن المعمعة دون اي توضيح لحالة الهرج والمرج والبكاء الفضائي، واذا كانت "الامانة" لا تملك الجواب بحكم انها هي من يفترض ان تحتفظ باللوائح والانظمة وتفهمها فضلا عن كونها همزة الوصل بين الاتحاد السعودي والاتحادات الكروية الاخرى فيا ترى من يجيب على الاسئلة الحائرة بين الارض والسماء؟..ما يحدث لا يليق ابدا باتحاد يقوده رجل شباب يدفعه الحماس والرغبة بإحداث نقلة نوعية وكبيرة بالرياضة، ان اتصلت او ذهبت الى اللجان المعنية لا يرد أحد وان حاولت ان تفهم ما لدى الامانة فالابواب مؤصدة والصورة غير واضحة، وان اردت ان تستوعب ما يطرح في الصحافة والفضاء اصبت بالغثيان، الكل يفتي حسب ميوله وحسب قربه او بعده من هذا او ذاك.. لا تجد رأيا قانونيا مفهوما، ولا طرحا رياضيا عقلانيا.. مجرد ان تشاهد ملامح البعض وطريقهم رميهم للكلام تجزم انه لا حياة لمن تنادي حتى اختلط الحابل بالنابل. مسلسل احراج اللجان للاتحاد السعودي لا يزال يعرض منذ فترة ليست بالقصيرة، ومع هذا ظلت الامور ثابتة والاخطاء تتكرر، حتى طريقة حسم الاحتجاجات تحتاج الى فترة والى استشارات ومراسلات وكأنه لا توجد لوائح تنهي الجدل وتضع حدا للفوضى، ولا نعلم ماذا يفعل رؤساء اللجان والامين العام اذا هم لا يقرأون اللائحة ولا يستوعبون النظام؟.. هل يريدون من الاندية والاعلام ان يفسروا لهم المواد ويقرأوا لهم البنود ويحللوا لهم اللوائح، هذا امر صعب للغاية ويفترض ان تكون اللجان قوية بفهم وتطبيق اللوائحة والا تحرج المسؤول وتورط الاندية وتثير الفوضى، تصوروا لو الاتحاد الاسيوي اوصى باحتساب نتيجة مباراة الشباب والاهلي لصالح الاخير 3- صفر، والذي سمح بمشاركة السعران هي الامانة العامة بالاتحاد السعودي من المسؤول عن تحمل مسؤولية هذا الضرر خصوصا ان الشبابيين لديهم خطاب رسمي؟، هل يثقون مستقبلا بأي خطاب يصلهم من هذه الامانة ام انهم سيتصلون بالاتحاد الاسيوي او اي اتحاد اخر للتأكد من باب "ليطمئن قلبي". حتى الخطابات الرسمية مع الاسف اصبحت لا تؤكل عيشا ولا ترد اعتبارا ولا تزيل غمامة الحيرة، وهذا يعود الى ضبابية اللوائح وغياب الشفافية لدى اللجان حتى تحول الوسط الرياضي الى فوضى وغوغائية لانتهى الامر الذي شجع ضعاف النفوس خصوصا "غربان الفضا" الى اثارة المزيد من البلبلة والاساءة الى الرياضة السعودية من خلال الاستهزاء بلجانها ولوائحها، وان كانت المسؤولية بالدرجة الاولى تقع على عاتق "الامانة" التي لابد ان تكون شفافة في كل شيء ومواكبة لكل المتغييرات وان تكون احترافية في عملها ومخاطباتها دقيقة بعيدا عن الاجتهاد والتفسيرات الخاطئة للوائح التي قد تغيير موادها بين فترة واخرى. رب ضارة نافعة نقولها ونحن نعود بالذاكرة الى قضية نجران والتعاون وقبلها قضية "رادوي والانضباط" ومشكلة الوحدة والتعاون وقضايا اخرى حسم بعضها بعد جهد جهيد، وبقي البعض الاخر دون نتيجة، واخيرا "رادوي والسعران" فمثل هذه القضايا ربما كانت الفاصل بين مرحلة الفوضى وتكاسل اللجان ومرحلة فهم وتطبيق اللوائح بصورة احترافية لا تعرف الاجتهاد والتخمين، ولعل تحركات الامير نواف بن فيصل وتواصله مع الاعلام وتقبله لكل الاراء وسماحه للاندية التي تدعي انها تضررت باللجوء الى الجهات ذات الاختصاص هي من يبعث الامل ويجعل جميع الرياضيين يتطلعون الى قرارات تكون نقطة الانطلاقة نحو عهد تفوق وانجازات جديدة للرياضة السعودية، وما لم يتحقق هذا الشيء فقضيتي الفيصلي ورادوي.. والاهلي والسعران لن تكون الاخيرة!