يتغنى الشعراء في الماضي بمسامرة النجوم ومناجاتها. واليوم ارتبط اسم « نجم» مرورياً بجهةٍ لا أحد يعرف هل هي إدارة تتبع لجهاز المرور، أم قطاع خاص أخذ دوره بعد مدارس تعليم القيادة والفحص الدوري وأخيراً ساهر؟ على العموم كم كنت أتمنى تعريف الناس أكثر بالحبايب الجدد. الذي أود طرحه اليوم بالتحديد هو حكاية (نجم) ومسؤولية التحقيق في حوادث السيارات. تلك القضية التي كنا في المرور نوليها اهتماماً بالغاً أو هكذا كنت أعتقد. لا أعني الإجراءات الواجب اتخاذها لمنع وقوع الحوادث حيث هذه من أهم المسؤوليات الوقائية التي يتشارك في حملها جميع أقسام إدارة المرور، إنما أعني التحقيق في الحوادث بعد وقوعها. حيث انتقلت مؤخراً مسؤولية التحقيق في حوادث السيارات إلى المدعو (نجم).. دعونا نقارنْ بين الماضي والحاضر. في الماضي حين كانت دوريات شعبة الحوادث في إدارات المرور هي المسؤولة كنا ننتقد عليهم أموراً عدة أولها التأخر في تلقي البلاغات ثم التأخر القاتل في الوصول لموقع الحوادث والبدء بالإجراءات، ثم الارتجال في تحديد نسبة الخطأ ومسؤوليات الأطراف ثم العجز عن إلزام الطرف المُخطئ بدفع ما عليه من مترتبات مالية. بكل حياد أقول حاول جهاز المرور تطوير أداء تلك الشعبة ولكن في أثناء ذلك بزغ (نجم) فجأة. لا أحد يعرف كيف ولماذا ولمصلحة من؟ في الحاضر وبعد بزوغ (نجم) خلسةً ما الذي حدث ؟ ازداد وقت التأخر في تلقي البلاغات وطال وقت مباشرة الحوادث، والأدهى من ذلك كله، جهل رجال (نجم) ليس فقط في تحديد مسؤولية الخطأ بل حتى في أبجديات فتح ملف التحقيق، وتعبئة النماذج الإحصائية، ثم إلقاء تبعات التخاصم بين الأطراف واستحصال الحقوق على شركات التأمين. طيب .. ما هي فائدة (نجم) إذاً ؟ أقول لا شيء عدا استحصال مبلغ (200) ريال عن كل حادث يتم مباشرته، مع أن المرور طيب الذكر كان يقوم بالمهمة (مجاناّ)! سألت أحد الضباط المسؤولين في جهاز المرور : *هل درّبتم رجال (نجم) على التحقيق في الحوادث؟ الجواب = كلاّ *هل تلقوا أي دورات تخصصية في مجال التحقيق؟ الجواب = كلاّ *هل يباشر نجم جميع الحوادث وفي كل الأوقات ؟ الجواب = كلاّ *في حالة وجود غموض في ملابسات الحادث إلى أين يلجأ الأطراف؟ الجواب = عندنا في المرور...! أعود وأسأل من يهمه الأمر : ما فائدة نجم إذاً ؟