إن الشعر الشعبي له مكانته الخاصة منذ القدم باعتباره فن الكلمة وابتداع الصورة وابراز التجربة الشعرية الصادقة.. ونحن هنا وفي هذه الساحة الجميلة وعبر تلك الصفحة صفحة (الخزامى) نسعى دائماً لارضاء واشباع رغبات وخدمة قراءة ومتابعي هذا الموروث الشعبي وذلك امتداداً وتواصلاً لحبنا له وتعلقنا به.. حيث دفعنا اليوم وبعد مشوار بحث الوقوف تحت ظل معرفة أحد شعراء محافظة شقراء وجئنا لنتصفح ملفه وارشيفه الشعبي. انه الشاعر عثمان بن عبدالعزيز بن عثمان العنقري الذي ولد في الحريق بضم الراء وتشديد الياء أحد مراكز محافظة شقراء وذلك عام 1352ه . شاعراً نشأ يتيم الابوين منذ طفولته.. وبدأت الموهبة الشعرية لديه وهو في الكويت في عنفوان شبابه وكان عمره 18 عاماً وبدأ الشعر عنده ينضج بالعاطفة ذات المضمون الانساني النبيل حتى اصبح شاعراً كبيراً ضمن المرحلة التي عاش فيها ومثلها في شعره وموهبته الشعرية الاصيلة التي اهلته لأن يجمع جمعاً مبدعاً بين الاصالة والتجديد اللتان اهلتهما لأن يكون اليوم واحداً من ابرز شعراء (الجيل السابق) ورغم بعده عن الاضواء وندرة مشاركاته إلا انه واصل عطاؤه الشعري ليصل الى ركب شعراء الساحة ويتجاوز حدود الكلمة في المناجاة معتمداً على الجزالة والبساطة ووضوح الرؤية في بناء قصائده التي تحكي التراث والمعاصرة مجتمعة في آن معاً وفي تناسق واتقان مهيب. واقتحم عالم الشعر بدافع الاحساس ليصل عدد قصائده الشعرية التي نظمها قرابة المائة وسبعين قصيدة في المدح والغزل والحماس والرثاء وقصائد وطنية. وضم ارشيف هذا الشاعر اصدارات شعرية ضمت تلك القصائد منها (المختار من نوادر الاشعار) و(المدرار وشقيق المختار). يعتبر الشاعر عثمان العنقري من الشعراء القلائل الذين عثروا على اسرار الكلمة الشاعرة واصبح المنهج الشعري (الغزلي) عنده منحى انسانياً وجد فيه مزيداً من القدرة على كشف مكنونه وحسه بلهب الحب والعشق والغزل.. يأخذ من قلبه فينسج قصائده القلائد المبدعة والسامية منها هذه القصيدة التي قال فيها: بان القمر لي وسامرته واصبحت نومي تخافيقي على عشير تخيرته من لابسات الخنانيقي من يوم عرض لي وشفته وقف بدربي وهو ظييقي وسلم عليه وجاوبته وضحك ونا بولع بريقي ذبحي من الضحك لاسمعته قامت تراجف معاليقي ولولا الحيا كنت رافقته مشى ونذب الطواريقي والا جلس تعب جالسته لعلها لي.. توافيقي ومن غزلياته ايضاً: قال الذي هايم الحب ودروبه ويمرض الى شاف خله صار له نيه اشوف خل الهوى غير لي اسلوبه وبدل هروج الدلع بهروج دينيه حتى عباته تبكها من ورا ثوبه واخفى (...) جسمه خارب النيه يا داعج العين قلبي صار لعبوبه ما عاد يخفي عليك السر موليه قربت ما بداخله زينه مع عيوبه وعرفت حبه لكم وازددت في كيه ومن قصائد المعاناة التي قالها الشاعر العنقري عندما كثرت ديونه وتكالبت عليه الظروف بسبب المزرعة. حيث ضاقت عليه الارض بما رحبت فأرسل قصيدة لأحد ابناء عمه وهو قاسم بن عثمان العنقري رحمه الله في الكويت قائلاً فيها: يا عم أنا سور الليالي رمتني ببير عميق ناحلات مجاذيبه ورفعت صوتي مار محد سمع بي ياكود والي العرش منشي سحايبه وذكرتكم يوم ان بقعا غدرت بي وهي عادة المظيوم يذكر قرايبه يا عم قلبي فاح مما حدث بي وارجوك يابن العم نطفي لهايبه بمساعدات تخرس اللي شمت بي واوفي ديون منه عيناي شايبه وسفينتي في بحر جودك رست بي وماظن يابن العم تعود خايبه ومن وطنيات هذا الشاعر تلك القصيدة التي القاها في احدى المناسبات الوطنية في ادارة التربية والتعليم بمحافظة شقراء وذلك مشاركة منه باعتبارها افضل قصيدة نظمها في نظره والتي منها هذه الابيات: في عهد عاهلنا نصدق الى قلنا فالمملكة آمنة واعداه هابوها في ظل عاهلنا تمشي قوافلنا تدك حصن العدو والعزوة احيوها عزوة هل العوجا لا شبت الهوجا تسابقوا للمنايا.. مايها بوها القايد الباني للدين متفاني عمر ركون الحرم روحوا وشوفوها الى ان قال: عاشت حكومتنا من خيرها اعطتنا وخيراتها للدول كثرت وحبوها يا عيال اخو نورة يا نور بنوره هني شعب الجزيرة من حكمتوها ابديت ما باحي والقلب مرتاحي وان بات مني خطية لا تبيحوها