منذ أن تمت مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في 26/06/1426ه، والمنجزات التنموية العملاقة تتوالى في مختلف القطاعات: العمرانية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية. وعلى الرغم من مرور مدة قصيرة على مبايعته (ستة أعوام) إلا أنه استطاع خلال هذه المدة أن يقدم صروحاً تنموية كدليل على اهتمامه بالتنمية الشاملة سأركز هنا على الاقتصادية والعمرانية منها، حيث يأتي في مقدمتها إنشاء مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ، وإنشاء مدن اقتصادية في كل من حائل والمدينة المنورة وجازان، ومدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينة المنورة إلى جانب مركز الملك عبدالله المالي بمدينة الرياض وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن وتوسعة مطار الملك عبدالعزيز بجدة ودعم قطاع الإسكان وصندوق التنمية العقارية وخلافه. لقد استحق خادم الحرمين أن يكون صاحب الفكر الاستراتيجي الذي اتبع منهجية تفكير ضمنت حسن استخدام أدوات التخطيط عبر أسلوب تفكير حول خطط التنمية إلى مشاريع منتجة. ولقد أحسنت مدينة الرياض صنعاً حيث جعلت من هذا اليوم موعداً لبدء الافتتاح التدريجي لطريق الملك عبدالله كأحد أهم المشاريع الحيوية بالعاصمة الذي عملت عليه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض حيث سيكون مشروعاً يشار إليه بالبنان، بل ومشروعاً عالمياً من حيث ما يحويه من أفكار تحاكي فكراً راقيا فيما يتعلق بإدارة حركة السير والجماليات على سطح الأرض، وتحسين البيئة العمرانية، من خلال اتساع الأرصفة الجانبية، وتأمين مسارات مناسبة للمستخدمين، وتحويل الشوارع من وضعها التخطيطي التقليدي، وجعلها طرقا حديثة تُعنى بحركة المشاة، بالإضافة إلى الاستفادة من بعض الأرصفة في تخصيص أماكن للجلوس وتوزيعها بالشكل المناسب، لمراعاة الجوانب الإنسانية المختلفة. حيث أن تزامن افتتاح هذا المشروع الحيوي مع هذه الذكرى يرسخ مكانة خادم الحرمين الشريفين كقائد ساهم في تحويل الخطط التطويرية إلى مشروعات واقعية، وكم أتمنى أن نسعد في كل عام على مرور ذكرى البيعة بافتتاح مشروع تنموي في أرجاء هذا الوطن. * متخصص في التخطيط والتصميم العمراني