ليس من الغريب أن تحصل طالبة على شهادة الثانوية العامة ولكنها تصبح حالة تستحق الوقوف عليها عندما تكون بطلة كفاحها "الخالة أم فهد" ذات السبعين خريفا، فقد تمكنت أم فهد من مواصلة مسيرتها التعليمية منذ أكثر من 14 عاما قضتها في كفاح مستمر رغم الصعوبات والتعليقات التي واجهتها طيلة مشوارها التعليمي سواء من الطالبات المراهقات أو من المعلمات وتعجبهن من وجودها على مقاعد الدراسة الصباحية أو حتى من عدم تعاون بعض مديرات المدرسة في تخفيف الواجبات عليها وتسهيل مكان وجود فصلها الدراسي الذي أمرت إحدى المديرات أن يكون في الدور الثالث مما استدعى ذويها لمخاطبة الأستاذة نورة الفايز نائب وزير التربية والتعليم، وقد أبدت الفايز تعاونها حيال تلك الطالبة المسنة، بل حفتها بروح التواضع والدعم المعنوي بأن شرفتها بصفتها الشخصية بعيدا عن أي منصب قيادي في حضور حفل تخرجها لتساندها بأجمل صور الدعم المعنوي. تقول أمل ابنة أم فهد: تجاوزت والدتي بفضل الله ثم بإرادتها كل العراقيل التي واجهتها والصعوبات وعدم تقبل المجتمع لفكرة تعليم الكبيرة ووجودها مع الطالبات الصغيرات في الطابور الصباحي ووقت الفسحة المدرسية، فقد كانت والدتي حريصة على حضورها اليومي متحدية ظروف سنها الصحية، كما كانت تسهر الليالي لتدرس دروسها وتحل واجباتها كأي طالبة في تلك المرحلة، وتتبادل وصديقاتها الواجبات وما فاتها من الدروس، ومازال طموحها يقودها إلى أن تجد لها مكانا على مقاعد الجامعة ليقينها التام بأن النهل من منهل العلم غير مقيد بمرحلة عمرية، فطموحها كاف لأن يقودها لأعلى المراتب والمعرفة التي لا تزال تبحث عنها بشغف. وتضيف أمل بأن والدتها لن تكتفي بالمرحلة الثانوية في حال عدم وجود مقعد لها في الجامعة، بل ستلتحق بأحد المعاهد لتعليم اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي والعديد من الدبلومات والدورات التي تتناسب وطموحها المرتفع.