إن كانت بعض الوزارات تصمت لفترات محددة فإن وزارة الشؤون الاجتماعية الموقرة صامتة دائماً ولا نجد رداً ولا تجاوباً ولا تفاعلاً لما يطرح بوسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمشاهدة ولا نجد سوى خبرين مكررين طوال العام وهما أن أحدهم شرف حفل إفطار مع الأيتام وربما حضره متجهماً وكأنه هو المنعم المتفضل وما علم أنه المستفيد دينياً ودنيوياً من هذا الحضور المبارك وعندما ترى بعضهم تجزم بأنه جاء من غير نفس ولا طيب خاطر بل أجبر على الحضور ليؤدي مهمة رسمية ويذهب ونادراً ما ترى الملاطفة والابتسامة والتواضع والطيبة والبساطة وعدم التكلف والعفوية والغريب أنني راجعت الكثير من الجهات التي تتبع لوزارة الشؤون الاجتماعية وكان التجهم والعبوس هو سيد الموقف حتى أنني فكرت بذلك كثيراً ومن باب التمس لأخيك عذراً قلت لعله من صعوبة الحالات الإنسانية والفقر والإعاقات التي تراجعهم فلا يوجد لديهم مجال للبسمة والمرح وهم يرون أحوال من يراجعونهم وأما الخبر الثاني المكرر نشره فهو المبالغ الشهرية التي تصرف للضمان الاجتماعي وأرى أن النشر لا داعي له لما فيه من المنة على المحتاجين والإعلان بأننا صرفنا عليكم كذا وكذا وكأنه من التلميع لجهود الوزارة والتغطية على التقصير وإلا فمن المعلوم والمعروف للجميع بأن وزارة الشؤون الاجتماعية هي وزارة المحتاجين ومدعومة دعماً كريماً وسخياً من الدولة وكذلك من زكوات رجال الأعمال ومن الهبات ولهذا أتمنى عدم النشر إلا بصفة خاصة للجهات ذات العلاقة التي تطالبهم بالكشوفات وأما موضوعنا الرئيسي فهو الخدمات التي تقدم للمعوقين وتقصير الوزارة الواضح تجاههم ونقرأ ونشاهد ونسمع ونتابع آلاف الشكاوى من المعوقين الذين يطالبون ولا يجدون آذاناً صاغية بل كأنهم لا يتبعون للوزارة الموقرة حيث إننا لم نسمع أبداً حتى وعوداً بتحقيق مطالب المعوقين بل والله نسمع العكس فهم يوماً يقولون سنحولهم للقطاع الخاص ليتولى أمرهم وكأنهم ضاقوا بهم ذرعاً وعند صدور أوامر الخير خرجوا فجأة وهم المقلون بالتصريحات بقولهم إن الأوامر لا تشمل المعوقين حتى ضج المعاقون ورفعوا الأمر للملك الكريم وألحقهم مع الأيتام ولم نجد منذ سنوات أي أمر جديد ولا بشرى من الوزارة لخدمة المعوقين سوى الإعانات المقررة منذ أزمنة عديدة سابقة وبعض الأجهزة التي تحتاج لكتابات وكتابات فهي قليلة وشحيحة ولا صيانة لها ومع ذلك فهي رديئة الصنع فقد كان يصرف لأولادي كراسي كهربائية ألمانية الصنع ثم صارت أمريكية بالتجميع ثم صارت صينية وأمورهم بانحدار ثم إنك لا تطالب إلا بعد مضي العمر الافتراضي حتى لو كان المعوق يزحف على بطنه زحفاً أو يوفرها على حسابه أو يناشد المحسنين بالصحف أما مطالب المعوقين الأخرى من السيارات المخصصة والسكن المهيأ والتزويج والتوظيف فإنه قد يكون حلماً يتحقق بالآخرة إن شاء الله بل إننا لا نجد الوزارة وهي المرجع الوحيد للمعوقين تطالب لهم بأي من حقوقهم المشروعة لدى الوزارات الأخرى كالتعليم والصحة والبلديات وقد ترك المعوق كمن رمي بالماء مكتوفاً وقيل له إياك أن تبتل بالماء وهذا يحيرنا كثيراً ويجعلنا نتساءل بحرقة لماذا وزارة الشؤون الاجتماعية لا تلتفت للمعوقين وكأنهم لا يعنونها وليسوا تبعاً لها ولا تخدمهم بأي شيء سوى إعانات قليلة قديمة وأجهزة غير كافية وإن لم يكن لديها القدرة المادية فلتدع لمؤتمرات لرجال الأعمال وتبادر لملتقيات أهل الخير لدعم وتبني المعوقين وإنهم في ذمة الوزارة ومسؤولة عنهم أمام الله والمليك والناس ونتمنى أن لا نضطر دائماً وكما نحن الآن للبرقيات للمقام السامي الكريم بحاجات المعوقين ورفع الإعانات وشمولهم بالأوامر وتخفيف شروط الإعانات والبحث السنوي والمطالبة بحقوق المعاقين والتي تأتي دائماً بالموافقة والخير والبشرى والسرور ولكن نتمنى أن تكفينا الوزارة ذلك وتشمر عن ساعديها وتطالب بحاجات المعوقين وتشعر أنهم تابعون لها وما لا توفره وزارة المالية يوفر عن طريق أهل الخير من المحسنين والأمراء الكرام ورجال الأعمال بالتنسيق مع الوزارة وأخيراً أرجو أن لا تغضب الوزارة منا كما سبق وتطالب الجهات المختصة بمنعنا من الكتابة ولدي صور من تلك الشكاوى بأننا مزعجون ويجب إيقافنا ونرجو أن تتسع صدورهم للمطالب والشكاوى وأن يكون قدوتهم ولاة أمرنا المفتوحة قلوبهم وأبوابهم ومكاتبهم لشكاوانا ومطالبنا ولم يعاتبونا يوماً بكثرتها وتكرارها والله من وراء القصد. * والد طفلين معوقين