اعلن زعيم قبيلة حاشد النافذة في اليمن الجمعة خلال تشييع 30 من رجاله ان المعارك الدامية في صنعاء بين انصاره والقوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح تشهد "هدنة". وقال الشيخ صادق الاحمر لدى حضوره في جادة الستين تشييع جنازة 30 من رجاله قتلوا في المعارك "ثمة هدنة بيننا وبين قوات علي عبدالله صالح وثمة وساطة جارية". لكن الشيخ الاحمر قال "اذا كان صالح يريد ثورة سلمية، فنحن مستعدون لذلك، لكنه اذا كان يريد الحرب، فاننا سنقاتله". وقد نظمت الجنازة خلال التظاهرة المعادية لنظام الرئيس صالح وشارك فيها عشرات الاف الاشخاص بعد صلاة الجمعة. ونظمت التظاهرة تحت شعار "الثورة السلمية". وفي المقابل، احتشد انصار الرئيس اليمني بالالاف في ساحة السبعين بعد الصلاة ورددوا شعارات تؤيد بقاء الرئيس صالح في الحكم. ونظمت هذه التظاهرة تحت شعار "احترام النظام والقانون". من ناحية اخرى فرض مسلحون قبليون من قبائل نهم شمال شرق العاصمة صنعاء الجمعة سيطرتهم على معسكرات لقوات الحرس الجمهوري في المديرية بعد مواجهات عنيفة وقصف جوي استهدف قراهم وخلّف قرابة خمسة عشر قتيلا بينهم ستة من الحرس الجمهوري وقائد المعسكر اللواء على ناصر القرامي. اللواء الأحمر يكشف عن علاقة صالح بأحداث دموية وقعت قبل سنوات وقالت مصادر محلية وقبلية ان قوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجل الرئيس علي عبدالله صالح قصفت بعض مناطق نهم مساء الخميس ، ما أثار غضب القبائل الذين احتشدوا وتبادلوا الاشتباكات مع تلك القوات المتمركزة في ثلاثة مواقع عسكرية بمنطقة "فرضة نهم".وتقع المنطقة على بعد نحو 70 كيلو متراً شمال شرق العاصمة صنعاء، وهي منطقة جبلية وعرة يمر منها الطريق الرئيسي بين صنعاء ومأرب. ووصف شهود عيان المواجهات التي بدأت منذ فجر الجمعة بالعنيفة ، حيث استخدمت الدبابات والمدافع والرشاشات، كما شاركت طائرات حربية في قصف مناطق القبائل. وقالت مصادر قبلية إن ثلاثة معسكرات سقطت امس هي "معسكر جبل الغولة، ومعسكر نقيل نُفَيع، ومعسكر نقيل فرضة نهم (الواقع في منطقة بران)". وأشارت المصادر إلى أن القبائل سيطروا على الأسلحة والدبابات في المعسكرات، بينما قال مصدر قبلي إنهم اكتشفوا أن الدبابات ملغّمة، وأنهم يلقون القبض على بعض الجنود الهاربين لفك الألغام. وقدر مصدر قبلي أعداد الجنود الذين كانوا متمركزين في تلك المعسكرات بأكثر من ألف جندي، مضيفاً أن أغلبهم استسلموا وغادروا المنطقة فيما ترددت انباء عن قيام المسلحين القبليين باحتجاز مروحيتين عسكريتين. وتاتي هذه المواجهات ومواجهات اخرى في منطقة أرحب شمال العاصمة صنعاء في وقت خيم فيه الهدوء الحذر على العاصمة صنعاء والتي شهدت منطقة الحصبة فيها مواجهات عنيفة بين قوات الأمن وأنصار الشيخ صادق الأحمر زعيم قبيلة حاشد منذ الاثنين الماضي وقتل فيها العشرات وأصيب المئات. وشهدت نحو 17 محافظة يمنية أمس الجمعة مسيرات مليونية أعلنت رفض الحرب الأهلية وأكدت على سلمية الثورة الشبابية. وهتف مئات الآلاف في مدينة تعز التي فجرت الثورة قبل أربعة أشهر "صامدين..صامدين.. يا زعيم الفاسدين..سلمية ..سلمية ..لا للحرب الأهلية" وقال المتظاهرون في ساحة الحرية "الثورة .. ثورة سلام.. اسمع يا علي الكلام." فيما هتف آخرون "الشعب يريد محاكمة السفاح." وفي صنعاء احتشد مئات الالاف في شارع الستين في جمعة سميت بجمعة "سلمية الثورة" فيما اقتصر حضور مؤيدي الرئيس صالح الذين كانوا يتجمعون في ميدان السبعين على جامع الرئيس فقط. الى ذلك أدان اللواء الركن علي محسن الأحمر قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية، قائد الفرقة الأولى مدرع، قصف القوات المولية للرئيس صالح على منزل الشيخ صادق الأحمر أثناء ما كانت لجنة الوساطة بداخله يوم الأربعاء، وكشف لأول مرة عن علاقة صالح بأحداث دموية وقعت قبل عشرات السنوات. وقال بيان مطول صادر عن الأحمر "إننا نندد ونستنكر العمل المدبر الغادر الذي لم يألفه اليمانيون في تاريخهم الطويل ولم تعرفه قيم وطننا على مدار القرون والأحقاب". وقال بيان الأحمر إن صالح "لم يعد لديه القدرة لشن حرب في أي مكان، فلقد حاول في نهم ويافع والحديدة وأرحب والحيمة وحضرموت وغيرها (...) وكلها تبوء بالفشل والخذلان"، مضيفاً أن صالح "تحول الآن لينتحر بالحصبة مع مشايخ الوطن الوسطاء ليصرف الناس عن ثورتهم السلمية الماضية نحو تحقيق أهدافها رغم مكره وطيشه وجهله". وكشف الأحمر عن علاقة صالح بأحداث دموية سابقة منها أحداث الحجرية عام 1978 التي قتل بها العشرات من المشايخ وهي الحادثة التي ما تزال تفاصيلها غامضة. كما اتهم صالح الذي وصفه ب"الماكر" بإثارة فتنة 13 يناير 1986 في جنوب اليمن والتي راح ضحيتها الآلاف، وإذكاء "نار جحيمها" بين أعضاء الحزب الاشتراكي. ودعا اللواء علي محسن ما تبقى من أبناء القوات المسلحة والحرس الجمهوري وقوات الأمن إلى عدم الانخراط وراء "الجاهل المهووس المتعطش لسفك الدماء وترويع أبناء الشعب"، مضيفاً:"هذا المعتوه لا طريق له اليوم إلا أن يخرج منها والغاً من الدماء المحرمة، غاطساً فيها ملطخاً بأوحالها، راحلاً بمؤامراته ونكاله.. فابعدوا إخوتنا.. ابعدوا سباباتكم عن الزناد لكي لا تكونوا في ورد المجرمين". من جانبها جددت أحزاب اللقاء المشترك المعارضة التأكيد على سلمية الثورة ورفض العنف. واتهم المشترك في بيان له بعد اجتماع طارئ خلال يومي الأربعاء والخميس الرئيس صالح بالسعي المستميت لحرف مسار الثورة عن خطها ونهجها السلمي. وحمل المشترك في بلاغ صحفي النظام المسؤولية الكاملة عن ممارسات العنف والاقتتال، وافتعال المعارك والحروب بين اليمنيين، جراء عدوانهم على المناطق والقرى الآمنة، واستهدافهم المتكرر والمتعمد للقيادات القبلية والوحدات العسكرية التي أعلنت تأييدها للثورة السلمية التي يتصدرها شباب وشابات اليمن في عموم مدن ومحافظات ومديريات الجمهورية. وطالب المشترك الرئيس صالح بوقف القتال والاستجابة للمطالبة الشعبية بالتنحي الفوري والعاجل عن السلطة اليوم وقبل الغد. كما دعا الشعب اليمني بكل فئاته وشرائحه وقواه السياسية والاجتماعية للالتفاف حول ثورتهم السلمية، وقطع الطريق على كل محاولات الزج باليمنيين للاقتتال فيما بينهم. كما طالب المجلس المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي بدعم الشعب اليمني و حقه في التغيير وبناء دولته المدنية وتلبية طموحات وتطلعات الشعب في الاستقرار و البناء والتقدم.